تعود الشعب العراقي على كارتونية القادة التي قادت البلد ، فمنهم من يدعي بأنه القائد الأوحد ، والصنم الأكبر ، ومختار العصر ، ولكن الوقائع تكشفت كارتونية تلك الأصنام ... ومع أنني من أشد منتقدي المالكي الكارتوني وباقي حكومته التخريبية التي جرت في العراق على قدم وساق ومن أعلى الهرم إلى أسفله ، من قبل عتاة حرامية المنطقة الخضراء .، إلا أن ذلك لا يمنعني من أن أعبر عن تأييدي الكامل للحكومة ألعبادي التي أنقذتنا من حكومة كارتونية عاثت في الأرض فساداً .
لقد كان يقود العراق أعتا ديكتاتورية دموية قاسية وطائشة رعناء على مدى أكثر من ثلاثين عاماً خاضت الكثير من الحروب الداخلية والخارجية لم يجني منها الشعب العراقي عدا الخراب والدمار والقتل والتشريد ، وكانوا زمرة تلك الديكتاتورية يطبلون لذلك الصنم بأنه البطل القومي ، فكان الشعب يظن أن ذلك الديكتاتور وزمرته سوف تصمد كثيراً أمام هجمات القوات الأجنبية ، ولكنهم لم يصمتوا إلا للسويعات وتبين إن تلك الديكتاتورية كارتونية انهارت وأصبحوا نسياً منسياً .
لقد عاش الشعب العراقي على مدى تسع سنوات الأخيرة بعد سقوط الديكتاتورية الصدامية ، ديكتاتورية جديدة بمعنى الكلمة ، اشتغلت زمر مدفوعة الثمن والمنصب بالترويج لها إعلاميا لتظهر للشعب بأن المختار قد عاد من جديد ، ولكن أغلب الشعب الذي عنده بصيرة رأى بان المطبلين والمزمرين له هم أصحاب منافع شخصية وان حكومته حكومة أزمات وانهزام ، والأيام كشفت حقيقة ذلك .
فمن على شاشة قناة البغدادية الفضائية غرد قائد قوات نينوى الفريق الركن مهدي الغراوي ، والتغريد مصطلح استخدمه الأمن ألصدامي عندما يحترف السجين ،فالغراوي غرد بصوت عالي وقال إن ما حدث في الموصل خيانة عظمى لقد بيعت الموصل ، كلام الغراوي يثبت ان حكومة المالكي منهكة مفرغة وعايشه بالقدرة وسقوط الموصل لم يكن شيء عرضي وإنما لتجاهل المالكي لكلامه ولاستغاثاته بعدم وجود قوات في الموصل .وأثبت الغراوي أن هناك متآمرين وهناك فاشلين وهناك قائد عام للقوات المسلحة ما يدري وما يعرف ماذا يحدث في الموصل ، أن كلام الغراوي ليس مجرد اعترافات حول سقوط الموصل ، وإنما أكبر بكثير من ذلك ، كشف عن كيفية أدارة البلد بالقدرة وبالصورة الكارتونية ، ومدى هشاشة الوضع الأمني حينها ، فأن ما حصل من عملية تغيير القيادات الأمنية كان ايجابيا لان الوضع الأمني يستدعي ذلك ، فعلى المشككين أن يعرفوا حقيقة الوضع الأمني المأساوي مما كان عليه سابقاً .
مازال سقوط الموصل بيد داعش يثير جدلاً وتساؤلات بين العراقيين ، في حين يعدها البعض بأنها القشة التي قصمت ظهر المالكي وأظهرت كارتونية حكمه وفشله الذريع في أدارة الملفات السياسية والعسكرية والإدارية .
أن سقوط الموصل يتحملها رئيس مجلس الوزراء السابق نوري المالكي ، لأنه القائد العام للقوات المسلحة ، وأن القوات الأمنية تأتمر بأمره ، فالحقائق التي كشفها الغراوي أظهرت مدى ضعفه بقيادة الملف الأمني وجهله للأمور العسكرية ، وأن الماء كان يجري من تحت قدميه ، أي أنه قائد ( مغفل ) ، أسمه بالحصاد ومنجله مكسور .
لقد كشفت أحداث سقوط الموصل واقع مقلق لكفاءة المؤسسة العسكرية ومهنية الجيش العراقي وولائه وانضباطه ، وأثبتت سرعة انهياره لوجود خلل في بنيته ، وضعف قادته ، وجبن بعضهم ، وخيانة آخرين ، والسبب الرئيسي هو كارتونية القائد العام للقوات المسلحة ( المالكي ) .
https://telegram.me/buratha