لم أسمع طوال عمري, أن نائباً في أي من برلمانات دول العالم, يعمل في نفس الوقت كحارس أمني, لإحدى الشخصيات الحكومية, فتشتُ في الكتب التاريخية, و بحثت في المواقع الألكترونية, و سألتُ أصدقائي ومعارفي, من المهتمين بالشؤون السياسية, لعلًي أجد إجابة تؤكد أن (نائباً في برلمان يعمل حارساً شخصياً).
بيد أني وجدتُ أن الإجابة قريبة جداً, ولم يحتاج الأمر لكل تلك الجهود (البحثًية) التي بذلتها, حيث تبًين لي أن نائبين في البرلمان العراقي, وليس واحد, يعملان كحارسين شخصيين للسيد نائب رئيس الوزراء, وهما ياسر عبد صخيل و وحسين المالكي (أبو رحاب).
عضوا البرلمان هذين, لم يحضرا سوى جلسة واحدة من جلسات مجلس النواب, فهما منشغلان بمرافقة السيد المالكي, كظله, في زياراته المتكررة, إلى إيران ولبنان وبلدان أخرى, فظلاً عن عدد من المدن العراقية (غير الساخنة طبعاً), مرة بصفته الحكومية, أو بصفته الحزبية كما هو يقول.
لا أريدُ الخوض في تفاصيل, من قبيل, أن السيدان صخيل وأبو رحاب, أو أحدهما, لا يحمل (واقعاً ) سوى شهادة المتوسطة, ولا أودُ التذكير بحملاتهما الإنتخابية, وما صُرف عليها من مبالغ (يُقال), أنها وصلت إلى عدة ملايين من الدولارات, والحقيقة أنا لا أعلم إذا كانت تلك الأموال من جيوبهم الخاصة, أم من خزينة الدولة, أذا كانت من جيوبهم, فلابد أن نتوقف عند السؤال الكبير.. من أين لك هذا؟.. وإن كانت من خزينة الدولة, فذلك موضوع آخر يحتاج إلى كلام آخر.
كذلك لا أرغب, بتوضيح ما هو واضح, مثل قضية سندات قطع الأراضي الوهمية, التي إستغفلوا من خلالها, البسطاء من أبناء شعبنا, (قُبيل الإنتخابات), ولا من حقي التدخل في تفاصيل حياة الناس الخاصة, وهواياتهم المُحببة, و(تربية الحمام) موضوع شخصي, لا شأن لي فيه, كما أني لا أهتم كثيراً, لمسألة تخفيًهما وراء مواقع ألكترونية, مهمتها, تشويه صورة الحكومة الجديدة, ومحاولة تسقيط رموز و شخصيات, وطنية مخلصة.
فتلك على أية حال لعبة غبية جداً, فلا يمكن تسقيط ما لا يمكن تسقيطة, والفرق واضح بين من يخرج على الفضائيات, بشكل مباشر, ويعلن, عن رأيه و رأي التيار الذي ينتمي إليه, بكل شجاعة وصراحة وبلاغة, وبين من يتخفى خلف (كيبورد) صغير, لينفث سمومه, وعُقده النفسية, بأسماء وهمية.
الذي يثير إستغرابي, ودهشتي, وسخريتي, هو أن (نائباً في البرلمان, يعمل حارس شخصي)..!!
https://telegram.me/buratha