قيس المهندس
في زيارتي الأخيرة الى الجمهورية الإسلامية، نزلنا من السيارة لتناول طعام الغداء، في أحد مطاعم مدينة إيلام الحدودية، قدم لنا النادل، طبقاً، يتكون من قطع دجاج مغطى بالأرز، ويعد ذلك الطبق من أشهر أطباق الطعام، التي تقدمها المطاعم الإيرانية، ويدعى ذلك الطبق (جلو دجاج).
قصة ذلك الطبق، تعود الى أحد الحكايات، من الموروث الإيراني، حيث تتحدث الحكاية، عن أحد الحملات التبشيرية، التي كان يقوم بها المبشّرون المسيحيون، في ثلاثينيات القرن العشرين، في إحدى ضواحي مدينة أصفهان، التي تقع شمال إيران.
في إحدى الليالي، عاد رجل أصفهاني مسلم الى منزله، وهو يهم أن يعتنق الدين المسيحي، فلما أخبر زوجته بما يهم به، أخذت الزوجة تستفسر عن السبب، فأخبرها بما سمعه من الراهب، في محاضرة التبشير، التي ألقيت في كنيسة الحي!
أخبر الرجل زوجته، عن تفاصيل حديث المبشّر المسيحي، وكيف أن ذلك المبشّر أخبر الناس، بأنه كان في مدينة البصرة، وإنه صعد ذات يوم على سطح منزله، وإذا به يرى النبي المسيح عند الكعبة المشرفة، وهو يقول: إن دين المسيحية هو دين الحق!
أبدت الزوجة إستغرابها من ذلك الحديث، بيد أنها أخذت تفكر في الأمر، وبعد برهة من الزمن، جائت زوجها وطلبت منه، أن يدعو ذلك المبشّر لتناول طعام الغداء، الذي ستعده في المنزل، وفي صباح اليوم التالي، خرج الزوج ليدعوا المبشّر الى منزله.
عند الظهيرة؛ طُرق بابا المنزل، وإذا بالمبشّر وبعض الجيران ممن دعتهم الزوجة، الى تلك الوليمة التي أعدتها، جلس الضيوف، وأعدت المرأة أطباق الطعام، ووضعت أمام كل رجل طبقاً من الرز، وفوقه قطعة من الدجاج، الا ذلك المبشّر، فقد وضعت له قطعة الدجاج في طبق وغمرته بالرز!
عندما شاهد المبشّر طبقه بلا دجاج، تملكه الغضب وقام من المائدة، عاداً ذلك الفعل إساءة وعدم إحترام لشخصه، فبادرت المرأة بالحديث قائلة: يا حضرة المبشّر؛ إذا كنت تستطيع مشاهدة الكعبة من البصرة! فعجباً أنك لم تستطع مشاهدة قطع الدجاج تحت الرز!
عندها ازداد غضب المبشّر، وخرج من المنزل دون ان يتناول الطعام، أما الحاضرون فقد ضحكوا كثيراً، وهكذا فشلت مهمة المبشّرين في تلك البلدة، وانتقل الخبر الى عموم مدينة أصفهان، بفضل دهاء تلك المرأة، وطبق (جلو دجاج)! بعدها أصبح ذلك الطبق شهيرا.
تتميز الجمهورية الإسلامية، بشعبها المتحضر، الذي أنشأ دولة إسلامية، عصرية عادلة، قوية ومقتدرة، بيد أن العداء الغربي للجمهورية الإسلامية لم يتوقف؛ فمازال قائماً منذ العصر الكلاسيكي، وقيام الإمبراطورية الإخمينية، في القرن الخامس ق.م، وحتى يومنا هذا!
قوى الإستكبار العالمي لم تأل جهداً، في محاولة الإطاحة بالجمهورية الإسلامية، بدفع عملائهم، وأذيالهم، وأدواتهم الإقليمية، بيد أنهم عجزوا عن تحقيق مآربهم، فمازالت مطاعم الجمهورية الإسلامية، تقدم لزبائنها أطباق جلو دجاج، وجلو كباب، وأمور أخرى تحت الرز!
إن مواقف الساسة العراقيين، سيما من قضايا معروفة ولا تحتاج أدلة، كالفساد والفضائيين، وإستغلال النفوذ و تولية الأقارب على رقاب العراقيين، والإستئثار بالسلطة وتلزيم أمور الدولة لأميين، أمور لا تخفى على عموم العراقيين، ولكن كهنة السياسة وبصفاقتهم المعروفة ، يقولون هات الدليل!
https://telegram.me/buratha