يقولون أن الأحلام, هي تخيلات تحدث أثناء النوم, حيث توجد كثير من النظريات, التي تفسر حدوث الأحلام, فيقول (سيجموند فرويد): أن الأحلام هي وسيلة تلجأ إليها النفس, لإشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة, خاصةً التي يكون إشباعها صعباً في الواقع, ففي الأحلام يرى الفرد دوافعه, قد تحققت في صورة حدث أو موقف.
حلمت؛ فهل أجد لحلمي مفسراً؟ كأنني أمشي في مدينةٍ, شوارعها ضيقةٍ غير معبدةٍ, بيوتها قديمةٍ وصغيرةٍ؛ كأني بدوت مطمئناً في تجوالي بين أزقتها, التي أمتزج طابع الأدب والدين في عطر مجالسها ودواوينها, سألت نفسي يا ترى أين أنا؟! حتى بانت قبتان لمعت أشعت الشمس على صفار الذهب, الذي تبرك فوقها. حينها أدركت أنني في مكانٍ مقدسٍ, في كربلاء القديمة, بعد طمأنني هذا, رأيت أُناساً يتجمعون, لهم سيماه الهيبة والشموخ, ممزوجةً بغضبٍ شديدٍ, إمتلئت الشوارع بهم شيئاً فشيئاً, بعدما فرغت المجالس والدواوين منهم, أصبحت أسأل عن ما يجري, فلم أُمسك جواباً من أحد, لقد تظاهروا وهم صامتين دون شعاراتٍ أو وعيد.
أنخرط فضولي معهم, فسألت أحدهم من أنتم؟ فقال لي: هل سمعت بديوان (الميرزا أحمد النواب), قلت: لا, قال: أقرأ كتاب (تراث كربلاء) للسيد سلمان هادي آل طعمة, وكتاب (أعيان الشيعة), الذي ورد فيهما أنَّ الميرزا كان أديباً عراقياً, عاش في عصر السيد مهدي الطباطبائي, كما كانت تجري بديوانه المجالس الأدبية.
سألته عن رجلٌ كبيرٌ, فقال إنه الحاج (محمد علي كمونه) ديوانهُ معروف, شعرائهِ (جواد الهرـ والشيخ جعفر الهرـ والشيخ عبد الكريم النايف ـ والشيخ الخاموش) ثم نظر أليَّ مستغرباً! أسمعت بالخاموش؟ فقلت: لا! قال: أنه أبو زيارة الشيخ مهدي عبود الحائري الشهير (بالخاموش) كان خطيباً وشاعراً تشهد له المحافل الكربلائية.
ثم أخذني من يدي, وسرت مع الحشود, شاغلاً فكري بكثرة الشعراء والشخصيات التي ذكرها, بعدها ذكر لي ديوان (الميرزا الشيرازي) قلت له تقصد ديوان زعيم الثورة العراقية, للمرجع الشيخ محمد تقي الشيرازي, الذي كان مرجعاً للزعماء والسياسيين, وملتقى الوطنيين والمجاهدين, والشعراء الكبار أمثال الدكتور محمد مهري البصير, وخيري الهنداوي وغيرهم.
كأنَّ سؤالاً أَلحَّ في خاطري, عن ماذا تتظاهر هذه النخب التأريخية!؟ فأجابني من كان يتحدث إليَّ, وهو غاضباً: ألا تدري أن هنالك أشخاص أساءوا لتأريخ مدينة كربلاء ورموزها, وتسلقوا قمم الكذب والخيانة, ليتسنموا مناصباً, سرقوا بها إستحقاق غيرهم من الرجال, الذين هم أشباههم, مناصبَ لم تكن موجودة حتى في أحلامهم.
https://telegram.me/buratha