"ما ضاع حق من وراءه مُطالِب"
جُملةٌ طالما تتردد في مختلف الأوساط, وقد تكون مدة المطالبة, تصل إلى عام, تنتهي بمصادمات بين الطالب والمطلوب. يذهب ضحيتها جرحى وقتلى. حسب شدة ألمواجهة, وينتهي الأمر, لتصبح ذكرى عابرة.
هناك ممارسات للمطالبة بالحقوق, أشادت بها المجتمعات الإنسانية, حيث نشاهد في أغلب دول العالم, ممارسة ألتظاهر ألسلمي, أو ما يُطلق عليه ألمسيرات, وهو تعبير عن إبداء حرية الرأي, وإظهار المظلومية, يتم تنظيمها من قِبَلِ جمعية معنية, ويشارك بها عدد, قد يصل إلى المليون.
إن تقبل الرأي المضاد, من أساسيات النجاح, حيث يتم تحديد الخلاف, لتحجيم ألمشكلة, مع فهم الطرف الآخر, إلا أن فيما يسمى بالعالم الثالث, لا وجود لتقبل الآراء المخالفة, فكل من يحكم يرى في نفسه, أنه هو الأصح في الرأي والأعلم, ببواطن ألحكم وإدارة الأمور.
قاسى أتباع آل بيت الرسول, محمد صلوات الباري عليه وعليهم, عبر عصور الجور, اضطهاد الحكام ألمُتجبرين والطغاة, من خلال تزوير التأريخ تارة, ومحاربة طقوس ألمطالبة بدم الشهداء في كربلاء, فلا من سميعٍ ولا مجيب, سوى أسوار السجون, أو القتل بالسيف! أو بذل المال من أجل الوصول, لتجديد البيعة, لمقابر الشهداء لتجديد البيعة.
يظن بعض المخالفين, أن ثورة الحسين عليه السلام, قد خَبَت جَذوتَها, فيفاجؤون بازدياد وهجها, برغم ممارساتهم الإرهابية, التي لا تفرق بين الشاب والطفل أو المرأة والعجوز, ليزيدوا من إظهار حقدهم, الذي وصل ذروته, ليفجروا أجسادهم النتنة, لتخويف وإرهاب المؤمنين.
بعد كل ذلك الامعان بالإجرام, تأتي الصدمة للباطل, حيث توجه أكثر من 20000000! جاءوا زحفاً سلمياً, من أصقاع العالم الإسلامي, فيراهم ألقاصي والداني, عبر ألفضائيات بالنقل ألمباشر.
ثورة استمرت أكثر من ثلاثة عشر قَرنٍ ونصف القرن!, بدأت بصحابيٍ واحدٍ وخادمٍ له, لتصل إلى هذا العدد الرهيب, لا بد أن تصل إلى أهدافها, فلا يضيع حق وراءه مطالب.
https://telegram.me/buratha