المقالات

الحلاق حنون المضمد

1612 07:49:49 2014-12-21

سويسرا البلد الشهير في صناعة الساعات, فيها مدارس تقنية لهذه الصناعة, تقدم دورات تكوين لمدة عامين, ينتهي بالحصول على شهادة تكوين مهني فيدرالي, هذا إضافةً إلى التكوين التقليدي, الذي يستمر لأربعة أعوام, بالنسبة للحرفي المختص في تغليف الساعات, أو ثلاثة أعوام للمختص في التطبيقات, وقد أتاح هذا التكوين للشباب, الذين ليس لديهم مستوى دراسيٍّ عالٍ, برفدهم كأيدٍ عاملةٍ تلبي حاجيات القطاع, مثلما يقول "جون مارك ماتي" المدرب بالثانوية التقنية, في مدينة بيل ـ بيان السويسرية.

بينما يتميز المواطن العراقي, كونه الوحيد في العالم, يفهم في كل شيء, ليقدم المشورة في إختصاصات متعددة, دون الولوج إلى أكاديمياتٍ متخصصةٍ, والبحث والدراسة, وسهر الليالي لطلب العلا, فعند الشروع ببناء بيت مثلاً, تأتيك خرائط متنوعةٍ, من شتى أصناف المجتمع, ليرسموا لك ما تحب من خارطة, أما إذا تم وضع أول حجر أساس للبناء, تجدهم يأتون بمقترحاتهم الطيبة, النابعة عن نية التعاون, التي أخطئوا بإستخدامها.
ليست كل النوايا سليمة, فهنالك من له مأرب أخرى, هل جربت أن دخلت إلى بعض الصيدليات, وتجد سماعة إذن الطبيب, يرتديها الصيدلاني, وقياس ضغط الدم, وزرق الإبر, وتشخيص الأمراض المزمنة, وصرف الدواء من دون وصفةٍ تذكر, لتطبيق معادلة (لو بالهدف لو بالنجف) في مؤتمر (مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد) تحت شعار "إستثمار الأجسام, لركوب الأنعام".

أما المضمد؛ حكاية, أتذكر مرَّةٍ أُصبت بزكامٍ شديد, فإصطحبني صديقي إليه, الذي لم أصدق مبالغته به, وعند وصولنا رأيت عجباً, الطابور مزدحم بمختلف الفئات العمرية, وأنواع الأمراض؛ لوهلةٍ خرج إنسان معصب الرأس, أُجريت له عمليةٍ صغرى, والعيادة عبارة عن محل تجاري صغير, كأنه مذخراً للأدوية.

قلت لصديقي ما هذا! قال ضاحكاً: (الحلاق حنون المضمد) في مسلسل (بيت الطين), سمع كلامنا رجلٌ كبير, وقال: (هذا مضمدنا مثل ريسنا, أخذهَ فلاحه ملاجه! داخلية ودفاع ومخابرات, وقائد عام, تاليهَ لا صايه ولا صُرمايَ). 
بعدها أخرج من جيبه, ساعةً دائريةً قديمةً, وقال أنه موعد الصلاة, سأدعو ربي وهو يشفيني, ما دفع بصديقي المهووس بالساعات, بالسؤال عن نوعها فقال: سويسرية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك