المقالات

الثورة السيستانية الكبرى في 13 حزيران 2014 / كاظم الخطيب

1765 06:42:06 2014-12-20

كاظم الخطيب

كما يعلم القاصي والداني، إن دور المرجعية الدينية العليا في حفظ كرامة وسيادة العراق، كان دوراً مهماً وبارزاً؛ فهي لم تتدخل في الشأن السياسي، إلا في المواقف المصيرية، والحساسة، بحيث كان تدخلها تدخلاً حاسما،ً منطقياً، وواقعياً، دون المساس بالخصوصيات السياسية، أو الدينية، أو المذهبية.

شخصت المرجعية مكامن العلل، ومواطن الخلل، في مرافق الدولة ومؤسساتها العامة، للفترة من 2010، وحتى قبيل الإنتخابات البرلمانية في الأول من نيسان لعام 2014.

كان من أبرز المخاطر التي أشارت إليها المرجعية، هي تفشي حالة الفساد في المنظومة الأمنية، والعسكرية، وفشل حكومة المالكي في إدارة دفة البلاد، بل إنها قد أكدت في أغلب الأحيان على أن هذه الحكومة، هي أحد أسباب تفشي حالة الفساد تلك.

دعت المرجعية إلى إصلاح الأمور، وتدارك المخاطر الناجمة عن إختراق المنظومة الأمنية، وتمكن البعث من مفاصل الآلة العسكرية، من خلال التأكيد على جدية الموقف، وخطورة المرحلة، إلا إن تلك الدعوات قد إصطدمت بواقع سياسي مريض، من شأنه أن تتحطم فيه جميع آمال الشعب، وتوجهات المرجعية، على صخرة المصالح الشخصية، وأن تتهاوى فيه جميع القيم الوطنية، أمام بريق المكاسب، وإمتيازات المناصب.

لم تجد المرجعية أذناً صاغية، ولم تلحظ أي تغيير في مواقف الحكومة، تجاه الدعوات التي أطلقتها، والتي طالبت فيها بالتغيير، من خلال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ونتيجة لوقوع ما كانت تحذر منه، عندما سقطت الموصل والأنبار، ومناطق واسعة من ديالى، بيد مقاتلي التنظيم الإرهابي( داعش)، حتى بات التكفيريين النواصب على مشارف بغداد.

سارعت المرجعية العليا في الثالث عشر من حزيران لعام 2014، إلى إصدار فتوى الجهاد الكفائي، دعت فيها الشعب العراقي إلى حشد طاقاته البشرية، وإمكانياته المادية، للدفاع عن البلاد، وحماية المقدسات الدينية، والإمساك بزمام المبادرة، والسيطرة على الأوضاع، بعد حالة الذعر والهلع، التي سادت البلاد، بسبب ما توارد من الأخبار عن إنكسار الجيش، وتخاذل القادة السياسيين، وعجز الحكومة المطلق عن إتخاذ التدابير، التي من شأنها تدارك الموقف، والصمود أمام الزحف الداعشي الكافر، وثيران العشائر وخنازير البعث، الموالين له.

كان خطاب المرجعية موجهاً لعامة الشعب، دون أن يستثني أو يختص أحداً

بعينه، بقولها إن “مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم مسؤولية الجميع ولاتختص بطائفة دون اخرى او طرف دون اخر”.

أثبت الشعب العراقي أصالته، ووحدة مكوناته، وتلاحم أبناءه، من خلال الإستجابة الفورية لفتوى المرجعية ونداء الوطن، حتى إمتلأت الشوارع والساحات والأزقة، بجموع المجاهدين، وهم يهتفون بحياة العراق.

دمت العيون فرحاً بهذا الحشد العظيم، وتغنت القلوب بحب الوطن، وتشوقت النفوس للشهادة سبيله.

حققت الثورة التي خطط لها السيد الفقيه الأعلى، السيد علي السيستاني أهدافها، منذ اللحظات الأولى لإندلاع شرارتها، فقد أطاحت بعروش الفاسدين، وأسقطت إسطورة الولاية الثالثة، كما حققت التغييرالمنشود بإيجاد الفريق القوي المنسجم لإدارة البلاد، وأثبتت أن في العراق رجالاً لا تليق بهم إلا ألقاب الفرسان، ولا يوصفون إلا بالأبطال، ولا يمتهنون إلا صناعة المجد.

ثورة حققت كل هذا، علاوة على تحقيق هدفها في دحر فلول داعش، وحفظت وحدة العراق، وأعادة الثقة بقدرة الإنسان العراقي على صنع الحياة، حري بها أن تكون عيدا ً وطنياً خالداً.

31/5/141220

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك