قيس النجم
حشود مليونية لم نرَ لها نظير, متجهة نحو سبط الرسول, وأبن البتول في كربلاء المقدسة, ليجددوا البيعة, الى من إتخذوه إماماً, ومصلحاً, وقائدا لكل الموالين والمحبين الصادقين, أنه الحسين بن علي (عليهما افضل الصلاة والسلام ).
جنون وما أحلاه من جنون, هذا الذي يملأ عقول الرافضة, جنون الولاء والحب الابدي, لرمزٍ أستشهد من أجل مبدأ وعقيدة, لكنه سيبقى مدى الدهر حياً, في ضمائر وقلوب مواليه.
الزيارة الأربعينية لهذا العام فاقت التصور في الأعداد, عندما سجلت أرقاماً كبيرة للزائرين من داخل العراق, والوافدين من خارجه, فقد تجاوزت هذه الزيارة (20 ) مليون زائر, وما جعلها مميزة هو أعداد الوافدين من الخارج, التي فاقت (3,500,000) مليون, بينما كانت في السنة السابقة (790000) ألف.
الظروف الأمنية المربكة للبلد, زادت الموالين إصرارا وتحدياً, للزحف الى كربلاء, من الدول المجاورة ( إيران والكويت وسوريا والسعودية وتركيا ), ومن جميع أصقاع الأرض شرقها وغربها, شمالها وجنوبها, وجميعهم يحملون العقيدة الحسينية الصادقة, ويتشرفون بحبهم للحسين, ويؤكدون أنهم روافض للطغيان الأموي.
اللاوعي, واللاشعور, يكمن في وصف أسرار القضية الحسينية, وأبعادها الإلهية, فالملايين القادمة من بقاع الأرض سائرين نحو التربة الطاهرة, التي حملت بين أحشائها, وتشرفت بإحتضان الجسد السليب, والشيب الخضيب, والرأس الشريف للإمام الحسين, لتصبح قبلة لكل الرافضة.
كربلاء وفق مقايس الإيمان والعقل, ليست مثوى للجسد الشريف فقط, بل هي كنز لحفظ الدين, وينبوع الإستشهاد, والدليل الناطق على مدى ظلم الأمويين وحقدهم لآل الرسول, فتجد ترابها ينطوي على أسرارٍ مكنونة, وكرامات حاضرة, ونفحات مشرفة, ومعجزات إلهية.
الحسين مدرسة رسالية ثورية, تتألق فيها غزارة العلم وقوة البيان, ومتانة الحجة في كل خطوة يخطوها الزائرون, فلن تستطيع أي قوة في العالم أن تؤثر عليها, وعلى الموالين, فترى عقيتهم صامدة بوجه الإرهاب والتكفير والظلم, فتجدهم يزدادون إصرارا ولا يكترثون, ولا يضطربون, وهم في قمة السعادة لنيل الشهادة.
ما الهدف من الزيارة, التي سار بها ملايين الناس نحو كربلاء المقدسة؟ وما الإستفادة القصوى منها؟ أسئلة كثيرة تدور في أروقة الملحمة الحسينية, سنجد إجاباتها بين أقدام الزائرين!.
https://telegram.me/buratha