سعدون الشحماني
20 مليون إنسان, يتجمعون في مكان واحد, جاءوا من جميع مدن ومحافظات البلاد, سيراً على الأقدام, منهم حوالي 2 مليون من الأجانب بمختلف جنسياتهم وقومياتهم, وصلوا عن طريق الجو.
تلك الحشود المليونية, توفرت لها كامل الخدمات من الطعام والمنام, والنقل, والمستلزمات الطبية, والأمور الضرورية الأخرى.
أمر واحد لم يكن توفره مضموناً, إنه الأمن, فداعش و(من يقف خلفهم), يُعد التنظيم الإرهابي الأخطر في العالم, وهو متربص لتلك المناسبة, ينتظرها بفارغ الصبر, وقد هيأ سياراته المفخخة, وجهًز وحوشه بالأحزمة الناسفة, وقذائف الهاونات, والأسلحة الإجرامية الأخرى.
وددتُ قبل إكمال حديثي أن أطرح تساؤلاً, مفاده, لو أن هذه الجموع المليونية, تتلقى إشارة من المرجعية, بسحق الدواعش, و الزحف نحو مناطق حواضنهم, أو التي يسيطرون عليها بالقوة, هل يجد أحدهم لنفسه, طريقاً للنجاة..؟
أعود فأقول, تجمع جماهيري تعداده عشرين مليون, لم يشهد التاريخ له مثيلاً, لا بسلميته, ولا بحجمه, ولا بإنضباطه , لماذا تجاهلت وسائل الإعلام العربية والدولية نقله ؟.. إن كانت هناك مبررات لفضائيات عربية (ممنهجة طائفياً), فما هي مبررات الإعلام الغربي, الذي لا يتوانى عن تغطية أي تظاهرة, من أي نوع, في أي بلدة صغيرة, لا يتعدى المشاركين فيها المئات.
واضح أن التجاهل مقصود, والأمر لا يهمنا كثيراً, فرسالة أبي الأحرار (عليه السلام), لا تحتاج لمن يرًوج لها, وتلك الملايين التي زحفت نحو كربلاء رغم تحديات الإرهاب ومخاطر الموت, لا تنتظر من أحد أن يُظهرها على شاشاته, ولسنا بحاجة لإن, يسجل لنا كتاب (غينس) أرقاماً قياسية, فأرقامنا واضحة, وحجمنا معروف, وتاريخنا ناصع, وحاضرنا مُشًرف, ومنهجنا حسيني, إنساني, عالمي, وطريقنا أخضر بهي.
عندما يعود الدواعش من الغربيين (إن عادوا أحياء), إلى بلدانهم, سوف يزرعون في مدنها, التعصب والموت والخراب والظلام, أما زوار الأربعينية , من نفس تلك البلدان الغربية, فسوف يعودون, ليشيعوا ثقافة التسامح والمحبة والسلام والنور, تلك هي رسالتنا, رسالة الحسين العظيم (عليه السلام), التي وصلت وستصل, دون الحاجة لإعلامكم, وفضائياتكم.. نحن نشفق على عقولكم فقط.
20/5/141217
https://telegram.me/buratha