بقلم محمد جميل المياحي
لكل مدينة خصوصية ومميزات تفتخر بها ولعل الذي لا يفتخر ولا ينحاز لمدينته الام يكون قاصرا ومقصرآ تجاهها.
نعم مدينتي " الحي " التي يعبر عن أهلها " الأحياء" جسدا وفكرا وكرما وشجاعة، والتي تتمتع بتاريخ نادر وعامر، فيها العروبة والعربية وفيها الأدب والشعر والثقافة، فيها الأصالة والتقاليد والقيم السليمة، كما تتميز بالشعائر والعشائر، وتتباهى بشبابها الأكفاء المخلصين لها وللوطن، لعل الظروف لم تنصفها والحكام بين من أراد قتلها وبين من تجاهلها وسرق أصوات أبنائها، فعاشت مدينتي ظلم الطاغية صدام الذي كان يسميها البقعة السوداء فعاثوا بها البعثيين الصداميين الخراب والتخريب.
لكن رغم ذلك منها تخرج المجاهدين الأبطال والعلماء الأعلام والشعراء والأدباء ومختلف الكفاءات، قدمت مدينة " الحي " كل ما تملك من طاقات بشرية وأفكار علمية وانتشر أبنائها في جميع أرجاء المعمورة ، فمنها سعيد بن جبير الاسدي العالم العابد الرافض للظالم والظلم،كما قدمت خيرت الشهداء الذين مازالوا يتساقطون دفاعا عن الوطن والمقدسات.
تعاني مدينتي الحرمان والتجاهل وهي تمثل ما يقرب ثلث محافظة واسط مساحة وعدد سكان، فعندما تدخل للمدينة لم ترى شيئا جديدا، مازالت شوارعها مهملة ولا ترتقي لتاريخها، ومازالت بناها التحتية عاطلة ومعطلة، ومازالت منشئاتها الحكومية تفتقر للتحديث والتطور، ومازالت الأوساخ ومياه المجاري تمثل العلامة المخيبة فيها، ومازال شبابها بلا ملاعب صالحة ولا مرافق رياضيه وشبابيه هادفة، ولا شيء يجعل عوائلها مرفه لا حدائق كبيرة ولا أسواق تخصصية معتبرة.
نعم هناك من سرق أصوات مدينتنا وهناك من تجاهل أبنائها وهناك من اخذ مواقع بأسمها وتنكر لها، لتعيش عشر سنوات من الحرمان والفقر في ضل الحرية والميزانيات الانفجارية، ما يهمني هل سيستفيق حكماء وعقلاء مدينتي ويجلسوا ولو لمرة واحدة ليناقشوا مستقبل مدينتهم ومن المسؤول عن بنائها وأعمارها، لا نريد مدينتنا تضيع بإشاعات هنا وفتنه هناك، فمن زوبعة أبو " طبر " الأخيرة التي وصل صداها لكل مكان.
علينا أن نفكر بالعقل ونحاسب كل من يحمل اسم هذه المدينة في مواقع المسؤولية ونسأل أنفسنا جميعا ماذا قدمنا للـ" الحي " هل ضمائرنا مرتاحة؟ هل مدينتنا راضية عنا؟هل سعيد بن جبير سيشهد لنا بأننا كنا أمناء وأوفياء لها!!
لا نريد ولا نقبل أن يقال عن مديتنا " الحي كانت هنا " فرغم رحيل الكثير منها بسبب فقرها الاقتصادي والعمراني وسوء الخدمات ، لكن يجب علينا أن نحافظ عليها ونبنيها ونعيدها لبريقها المعهود.
كما يقولون "أظلم من الظالم من يساعد الظالم على ظلمه".
22/5/141217
https://telegram.me/buratha