المقالات

المرجعية الدينية..والكلمة الفصل!

1567 08:02:28 2014-12-16

علي فضل الله الزبيدي

تغمرنا العناية الآلهية، في كل زمان ومكان، ومن تلك العنايات وجود المرجعية الدينية بيننا، فهي الدليل للسبيل الأمثل والصراط الأقوم، وفي كل مجالات الحياة ومنها السياسة، لذا نرى إن القوى الظلامية ترفع شعار، فصل الدين عن السياسة، لكي لا يعترضها الوارثون لرسالة السماء، فالمرجعية خط يمتد للأئمة الأطهار"عليهم السلام"، ويتصل بنهج محمد"صلواته تعالى عليه وآله".

إن المرجعية الدينية في النجف الأشرف، المتمثلة بالمرجع الأعلى السيد علي السيسستاني"دام ظله "، كان لها الدور الإيجابي الكبير بعد أحداث عام 2003، وسقوط الطاغية صدام، فبعد أن تمكنت أمريكا من إحتلال العراق، عملت الى جر البلاد لسياسة الفوضى الخلاقة، ولكن بفضل الباري عز وجل، وحكمة السيد السيسستاني"دام ظله"، إستطاع أن يحرج قوات الإحتلال، ويرغمها على كتابة الدستور بإيادي عراقية، وأنبثاق حكومة وطنية، عن طريق إجراء إنتخابات حرة وبإسلوب ديقراطي.

كان للمرجعية الدينية الأثر الكبير، في إصلاح الوضع السياسي في العراق، وخصوصآ بعد تشكيل الحكومة العراقية، وكانت بمثابة الأب الذي يغفو بأحضانه العراق آمنا، فأصبحت المرجعيةالعين البصيرة التي ترقب سير عمل المؤسسات الحكومية،سواء التشريعية منها أو التنفيذية، وكذلك السلطة القضائية ،فكانت تحدد مواطن الضعف، ومواضع الفساد في عمل الدولة العراقية، وتبلغ المسؤولين الحكوميين من أصحاب القرار، مرة مباشرة عند لقاء المرجعية الدينية، بالوفود الحكومية التي تزور مكاتبها في النجف الأشرف, وتارة من خلال خطب الجمعة ، التي يلقيها وكلاء المرجعية ومعتمديها. 

وبعد أن وصل الحال بالحكومة، لتدير بوجهها عن المرجعية، وتتجاهل مسؤولياتها تجاه الشعب،والتي نص عليها الدستور في بنوده، أمست الحكومة كما قال الشاعر(أسمعت إذ ناديت حيآ..ولكن لا حياة لمن تنادي)! وصار هذا الحال جليا، إبان الولاية الثانية لحكومة المالكي، وهنا أغلقت المرجعية أبوابها أمام الحكومة، ونتيجة لما يملي على المرجعية الدينية، واجبها الشرعي والأخلاقي، جعل منها أن لا تقف موقف المتفرج، على ما يحدث من فساد وإنحراف، في مسار الدولة العرقية ومؤسساتها، فأنبرت تشحذ الهمم وتنادي بالتغيير، فجاءت الإنتخابات ولم تكن النتائج بالمستوى المطلوب، والأسباب وراء ذلك كثيرة ومعروفة، ولكن بوجود ثلة طيبة، من الساسة العراقيين، الذين يولون المرجعية الرشيدة الطاعة ،ويؤمنون بنهجها، كالسيد عمار الحكيم، الذي نهض بالمسؤولية التنفيذية للتغيير، وجاء التغيير من خلال تشكيل حكومة الأقوياء، وزوال حكومة الشخصنة وطلاب الولاية الثالثة.

إن مسؤولية الوزارة الجديدة، سوف تكون كبيرة،لأن التركة ثقيلة، لكون احكومة السابقة كانت تمر بسبات عميق، وصائمة عن فتح ملفات الفساد، لذا يتطلب من حكومة العبادي،أن تنهض بمسؤولياتها الوطنية والأخلاقية، والعمل على كشف الفساد والمفسدين، وترميم مفاصل الدولة، وإصلاح مؤسساتها العسكرية والأمنية والمدنية، لا سيما الخدمية منها.

وعلى التشكيلة الحكومية الجديدة، أن تعتبر من سابقاتها، وتتجاوز الأخطاء الفادحة، التي وقعت فيها، من فساد إداري ومالي، وعلى كافة المستويات والأصعدة، وصار لزاما على العبادي ووزارته الجديدة، إصلاح مؤسسات الدولة، وما يتناسب وبنود الدستور من حقوق وواجبات، لضمان إرساء قيم العدالة والمساوة، بين أبناء الوطن، وهذا ما أرادته مرجعية النجف،من حصول التغيير.

إن قيام المرجعية في النجف الأشرف، بفتح أبوابها من جديد، أمام الحكومة الجديدة يعني كثير، لأن ذلك يمنحها الثقة والدعم المعنوي، وستبقى أبواب المرجعية مفتحة، أمام الحكومة الحالية، ما دام الحكومة تحفظ للمواطنيين حقوقهم، التي كفلها الدستور العراقي الحالي، وإلاسوف تكون للمرجعية الدينية الرشيدة الكلمة الفصل!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك