مضت الأعوام السالفة, من القرون الراحلة, قبل أكثر من1400عام تقريباً, ولم تمسك الشيعة لجام الكوفة, بعد أميرها علي أبن أبي طالب(عليه السلام), فسبحان من خفي مكره, وظهر أمره, وغلب قهره, وجرت قدرته, الذي أسقط طاغيةً تربع على عرشٍ, صنع لهُ من جماجم صناديد الشهداء, وَنصِبَ على صدر الأجيال المظلومة المحرومة,إلى أن إستجابة السماء وأمطرت دموع الفرح, وتراقصت الأرض تحت أقدامنا فرحةٍ مستبشرةٍ, وأرانا القدر أخيراً سنهُ الضاحك, ولم تشرق شمسَ الحرية, بل أشرقت شمساً شيعية.
أبحرت سفينة الشيعة في بحر الفتن, وتلاطمت أمواج الحقد عليها, وبات ربّان الصدف, قادةَ دفتها, وأضحى الشيعة غرقا وحرقا, ضحية تشيعهم في زمان حكمهم, حكماً كان حزب الدعوة, هم المتصدون له بعراقة تأريخهم, وقادة حاضرهم, فهل هم السبب في ذلك!؟ لا أدور بكم كثيراً وأنتم تعرفون, من كان له الوقت والأمر, ثمانية سنوات هو الآمر الناهي فيها, كان الرئيس والقائد, والوزير والوكيل, بطل المسلسلات التأريخية.
المالكي الذي أعتمد حكمه, على المشبوهين من الضباط والسياسيين, وبات كعازف الناي؛ يعزف لتخرج أفاعيه من الجرةِ, ليصفق لها المغفلين, وفي نهاية مشواره ترك ساحة القتال التي لم يدخلها أبداً, وذهب لساحة الحكم ليدافع عن كرسيه, الذي حرص عليه, ولم يحرص على ثلث العراق, الذي أهديَّ للدواعش,كل همه السلطة والتسلط, ودليلهُ خطابه الأعتزالي, ورجوعه المتناقض.
لم يقتصر مرض الدكتاتورية على الحكم فحسب, بل إنتقلت العدوى إلى الحزب, الذي عمل على شخصنته, فبعد الإنتهاء من إضعاف التحالف الوطني, وقطع جسور التعاون مع الشركاء, عمد لإذلال حزب الدعوة, جراء تسلط المنتفعين والإنتهازيين, وهيمنة المفسدين على الحزب, فذهبت إسلامية الدعوة, وحلَّت دعوة القانون.
إعتلى المالكي جِرَّاته, وأخذ يزيح كل من يعترض طريقه, مسخراً الهيئات والقوانين لخدمته, حتى إستطدم بصخرة الإسلام الكبرى المرجعية, عندما أعتقل طلبتها المهاجرين, بحجة عدم دفع رسوم الإقامة, فشابهه بفعلته الأمس باليوم, وإستبدل الدعوة بالبعث.
رسمت المرجعية إلى حزب الدعوة, مسار رجوع إسلاميته, بفتوى التغيير, وإستبدال المفسدين الدخلاء, بالقادة الأصلاء, وفتح شبابيك التعاون, وإخراج النفس الدكتاتوري, من دفة حكم الحزب.
https://telegram.me/buratha