شريحة المعلمين، من الشرائح المظلومة في العراق، منذ عام 1991 وإلى هذه اللحظة، فالمعلم لم يحصل على حقوقه أبداً، وبالرغم من ذلك حافظ المعلم على مهنته، وصانها قدر الأمكان، فهو مَنْ يُعلم الناس تحمل المسؤولية، والتضحية من أجل الآخر، فكيف لا يقوم هو بمسؤوليته!؟
لنترك ما سلف من أيام المعلم السابقة، والتي ذهب فيها ريعان شبابه وقوته، فقد عَمَدَ نظام المقبور على هدم التعليم والمعلم بشتى الوسائل، ولنتكلم اليوم، حيث نحن نعيش في ظل حكومة ديمقراطية، ودولة ثرية ذات ميزانية إنفجارية، وكيف أن الأعباء زادت على كاهل المعلم، على عكس ما هو مطلوب، فإن ثراء الدولة لم يزد المعلم الا فقراً وعبئا! وهنا نورد بعض الأمور التي تخص المعلم:
في كل دوائر الدولة يتم التعامل بمبدأ المكافأة إلا المعلم!
في كل دوائر الدولة توجد إيفادات داخل وخارج القطر إلا المعلم!
في كل دوائر الدولة يتم تجهيز موظفيها بكافة مستلزمات العمل إلا المعلم!
في كل دوائر الدولة يتم منح قروض وسلف وسيارات وأثاث بالأقساط إلا المعلم!
في كل دوائر الدولة يوجد بدل طعام وخطورة إلا المعلم!
في كل دوائر الدولة تصرف مكافأة للدوام الإضافي إلا المعلم!
في كل دوائر الدولة يوجد نظام داخلي وهيكلية عمل إلا المدرسة! فهي تعمل وفق قاعدة" إنت وضميرك "!
ولأن للمعلم ضمير حي، فهو يعرف حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه من قِبل المجتمع، ولأنه يحب عمله، ويتفانى بإنجاز مهمته في بناء المجتمع، لذلك فـ :
المعلم يشتري أقلام السبورة، ويجب أن تكون الأقلام ملونة!
المعلم يشتري الوسائل التعليمية، وكلٌّ حسب إختصاصه!
المعلم يقوم بدفع مبلغ طباعة الأسئلة!
المعلم يشتري دفتر خطة ودفتر متابعة وبطاقات نتائج التلاميذ!
المعلم يقوم أثناء الفرصة بمراقبة التلاميذ في ساحة المدرسة، فالفرصة راحة للتلاميذ وليست للمعلم!
المعلم يقوم بإعداد القوائم الإمتحانية للتلاميذ، وملئ البطاقة المدرسية لهم، ولا يُعتبر هذا عملاً إضافياً له، بل هو من واجباته!
المعلم يدخل إلى الصف فيجد عدد التلاميذ يتراوح بين 75 إلى 100 تلميذ، ومطلوب منه أن يأتي بنسبة نجاح لا تقل عن 80%! مع العلم أن مدة الدرس 40 دقيقة فقط!
يجب على المعلم أن يتابع ويصحح دفاتر جميع هؤلاء التلاميذ يومياً! وليس له أن يتذمر من ذلك بل يحمد الله ويشكره!(موزين لكَه تعيين!)
لا يوجد للمعلم غرفة ولا دولاب يحفظ فيه أشياءه المدرسية، بل عليه أخذهم إلى بيته(الإيجار!) ذهاباً وإياباً!
يستحق المعلم علاوة تقدر ب5 الآف دينار! كل أربع أو خمس سنين!(وينسمط سمط ياله يشدوها إله)!
هذا وغيره كثير مما لذ وطاب، والمعلم يحتسب أمره عند الله فهو حسبه ونعم الرقيب.
https://telegram.me/buratha