لا أدري كيف خطر على بالي, مطشر السامرائي في هذا الوقت, بالذات, أعتقد أنني شاهدته من خلال التلفزيون, وقد خطفته الكاميرا خطفاً, وهو يتبوأ موقعه في قاعة مجلس النواب, فتذكرت تصريحاته المخزية. حينما يكون أداء عضو البرلمان, ضعيفاً, لا يتناسب مع حجم المسؤولية, والمهام الموكلة إليه, يُفترض وجود من يحاسبه ويقوًمه, وينبهه على أخطاءه, ويدلًه عن مكامن ضعفه, ومواقع تقصيره.
في المجتمعات الديمقراطية, الشعب هو أفضل من يقوم بتلك المهمة, وذلك من خلال صناديق الإقتراع, حيث يجدًد الثقًة للناجحين, ويمنحهم تفويضاً آخر, أو يعاقب الفاشلين, فيقصيهم. هذا الدور مارسه الشعب العراقي, ولكن بقدر معين, قد لا يصل لمستوى الطموح, وله العذر في ذلك, بسبب حداثة تجربتنا الديمقراطية, وعمرها القصير, و ما تعرضت له من تحديات و ظروف صعبة, داخلية وخارجية. غير أن ما يبعث الأسى والألم والخيبة, هو قيام أجزاء و شرائح من شعبنا, بمنح أصواتهم, ليس لضعفاء ومفسدين وفاشلين فحسب, إنما منحوها لمن شتمهم وحاول إهانتهم, وتلك حالة غريبة وشاذة, تحتاج إلى دراسة وبحث وتحليل.
ما كان لإحد أن يتوقع مشاهدة مطشر السامرائي, تحت قبة البرلمان العراقي مرة أخرى, فيُفترض بأن الرجل قد حفر قبر مستقبله السياسي والأخلاقي بيده, عندما شتم الشعب العراقي, ووجه له سيلاً من السُباب والإهانات, بشكل مُخجل, أمام شاشات الفضائيات, لكنه وبجرأة نادرة و وقاحة عجيبة, رشح نفسه من جديد, ضارباً عرض الجدار, مشاعر الملايين من أبناء الشعب العراقي, مُستخفاً بعقول أهالي تكريت, ليحوز للأسف - على أصوات عدة ألآف منهم, كانت كافية لمنحه تفويض النيابة.
هل نحن شعب يحترم من لا يحترمه ؟.. إن كان الجواب لا, فبماذا نفسر تجرأ مطشر علينا, وكيف نعلًل قبول الناس به ممثلاً عنهم, و أي عذر نلتمس, للمفوضية العليا, بسماحها له المشاركة في الإنتخابات.. ؟!..
https://telegram.me/buratha