في كل عام تنطلق المسيرات الحسينية الكبرى من مدينة النجف الاشرف الى مدينة كربلاء الدم تخليدا لذكرى أربعينية سيد الشهداء وأبي ألاحرار ألامام الحسين عليه السلام .تتحرك هذه المسيرات لتعاهد ألامام الحسين واخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام على مواصلة الدرب والثبات على نهجهم الثائر مهما تفرعن الطغاة .
ففي عام 1977 م فرضت ألسلطات البعثية ألكافرة أحكاما جائرة ضد الجماهير الحسينية بمنعهم من أداء مراسيم الزيارة الى مدينة كربلاء كما منعت جميع ألشعائر المتعلقة بالامام الحسين (عليه السلام) .لكن الامة المؤمنة بمبادئ الامام الحسين( عليه السلام) لم تأبى ذلك فانطلقت شاهرة سيوفها بوجه الحكم العفلقي الاستبدادي الجائر متجاهلين ذواتهم ومصالحهم ومتخلين عن أهوائهم وشهواتهم ,هدفهم إعلاء كلمة الله واحقاق الحق .فبدأت المواجهة الكبرى مع النظام البعثي الكافر حيث تحدّت الجماهير الحسينية الطائرات والدبابات ,والحديد والنار بدروع بشرية ليعلنوا بداية انتفاضة حسينية اسلامية كبرى .ورايت أنه من الواجب الشرعي في هذا الوقت الذي ضيّع فيه صدام المقبور واتباعه كل الحقائق على الجيل الجديد .كان لزاما علينا أن نسجل للتاريخ شيئا مما شاهدناه في تلك الانتفاضة المباركة حيث كان لنا الشرف في الاشتراك بها .ووفاءا لتلك الدماء التي سالت من أجل بناء العراق الاسلامي الاصيل ,وقد شهدتم ثمرات تلك الدماء الزواكي الان بهلاك كل من حارب تلك الشعائر الحسينية وسقوطه في مزبلة التاريخ .وهكذا بقيت (يحسين بضمايرنا) ماثلة في نفوسنا بارزة في قلوبنا ,وسوف تبقى ذكرى هذه الطليعة المؤمنة الثائرة التي قادت انتفاضة صفر عام 1977 م راسخة في نفوسنا نرويها للاجيال المقبلة ليتخذوا منها درسا في مقارعة الظلم
تمهيد... لقد أثبتت إنتفاضة صفر المباركةأهمية الامة في الصراع وبطلان الكثير من التصورات الخاطئة في الاستخفاف بقدرة هذه الامة وعدم اعتمادها في الصراع .لقد عبّرت الجموع الحسينية المنتفضة في العشرين من صفر أنها منظمّة برباط الاسلام وحب أهل البيت عليهم السلام ,وسائرة في درب سيد الشهداء وأبي الاحرار الامام الحسين عليه السلام .فكان الحس الحسيني وروح الاسلام وتحدي الظالمين قويا في نفوسهم ألابية .لقد تصور النظام العفلقي المقبور أنه استطاع أن يصفي التيارالاسلامي والذي يتمثل بالمرجعية الدينية وذلك بعد وفاة مرجع الطائفة أنذاك السيد محسن الحكيم (قدس) والذي كان للنظام البعثي المقبور يد في وفاته .فاعتقد النظام انه قد اجتاز عقبة كبيرة بوفاة هذا الزعيم الديني رضوان الله تعالى عليه.لكن الامة بقي التاريخ يغلي في شرايينها حتى تحركت الجموع المؤمنة في العشرين من صفر تحركا بطوليا أثبتوا فيه حبهم لسيد الشهداء عليه السلام ووفائهم للمرجعية الرشيدة .فخيبوا آمال النظام المقبور الذي توهم بانه قد استطاع أن يُدخل هذه الامة تحت سيطرته وفي مساره . لقد نجح ثوار انتفاضة صفر المباركة نجاحا كبيرا في تحويل الموت الذي أراد به العملاء العفالقة إرهاب الثائرين ,الى شعار يدفع بهم المزيد من العطاء والاصرار والتحدي .بداية المؤامرة... بعد عامين من تسلط الزمرة العفلقية على رقاب الامة ,حاولت منع المواكب الحسينية في النجف الاشرف وخصوصا ليلة ويوم العاشر من محرم الحرام حين انتهزت السلطة مرض المرجع الديني أنذاك السيد محسن الحكيم (قدس).فقامت الاجهزة الامنية التابعة للنظام العفلقي باستعمال اسلوب التهديد والاعتقال لكل من يحاول أن يمارس هذه الشعائر الحسينية ,فما كان من فدائيوا الامام الحسين عليه السلام إلا أن يخرجوا في مواكب حسينية ضخمة وبشعارات مدوّية داخل الحرم العلوي الشريف .فاطلقت السلطات البعثية النار على تلك الجموع البشرية واغلقوا رجال الامن الصدامي أبواب الصحن الشريف وقاموا بحملة اعتقالات واسعة بين المشاركين في تلك المواكب الحسينية الثائرة والتي واصلت هتافاتها رغم كل تلك الاجراءات الامنية , ولم تنسى الامة في تلك الساعات الحرجة مرجعيتها حيث اخذت تهتف لها بكل شجاعة وصلابة . وهنا ل .فاندفعت الجموع الغاضبة الى خارج الصحن الشريف تعلوها الهتافات والاهازيج ,واستمرت المواجهة مع البعثيين الاوغاد حتى منتصف الليل أسفرت عن إستشهاد أحد الابطال وجرح العديد من المؤمنين فخافت السلطة الحاكمة في بغداد من إستمرار الازمة فارسلت وزير داخليتها انذاك المقبور (صالح مهدي عماش) لتهدئة الاوضاع في النجف ,فأمر جلاوزته بعدم التعرض إلى المواكب الحسينية ومحاولة احتواء الازمة والسيطرة عليها باتباع أساليب اخرى ماكرة كالتهديد المبطّن تارة والعلني تارة اخرى .ولكن الجموع البشرية الغاضبة استمرت في هياجها دون اكتراث لامر السلطةواستمرت في أداء الشعائر الحسينية وقدمت في سبيل ذلك العديد من الشهداء
https://telegram.me/buratha