المقالات

عقد الماضي ومغريات الحاضر

1301 20:22:14 2014-11-25

مع (هبة) التغيير توقعنا - واصحاب النوايا الحسنة تمنوا - قيام حكومة قوية مدعومة بمعارضة اقوى.
لكن الحقيقة المؤسفة ان بعض الكتل والائتلافات والتحالفات تحمل شيئا من عقد وارهاصات وارث الماضي. يريد بعض مكوناتها نبذ تلك العقد بشكل او باخر لكنه مقيد وملزم بمسار برنامج حددته سياسة وتصورات الاعضاء الاخرين والذين تأخذ بعضهم العزة بالخطأ والاثم معا.
وهذا ناجم عن الاختلاف الكبير في توجهات خليط تلك الكتل غير المتجانس والذي فرضته ظروف معينة احيانا او دفعت اليه تصورات خاطئة رسمتها اضاليل العناد والمكابرة والمناورة السياسية، او وقفت وراء خيارات اهون الشرين وعسى ولعل.

ومثلما اشتبك هذا البعض مرغما او مختارا بشباك عقد الماضي وارتضى اسرها فأن البعض الاخر انبهر بمغريات منجز الحاضر فسقط اسير شباكها.
وبين عقد الماضي ومغريات الحاضر تتأرجح اهواء بعض المسؤولين، تشد الجناح الاول ومتبني تصوراته ورؤاه مبررات قوة التسلط والهيمنة وربما الثأر لنفوذ ضاع وامتيازات سلبت ولذا فهم لايرضون الاّ باستعادتها وان كان الثمن عودة العراق الى عصر الكهوف، وان تطلّب الامر ارواح العراقيين جميعا، وابسط نشاطات الوصول الى ذلك الهدف واولى خطواته عرقلة المسار الديمقراطي بوضع العصي في عجلته والاحجار والاسلاك في طريقه وتخريب كل المشاريع البناءة وافشال كل الحلول بمختلف الذرائع والحجج والطرق الخبيثة ليبقى الحال كما هو عليه من الضعف والركاكة انحدارا الى حالة الفوضى والاضطراب والخراب التي تمهد للالتفاف والانقلاب. بينما تشد الجناح الثاني مغناطيسية الكراسي الجذابة وفخامة المكاتب الفارهة وزهو المناصب والسلطة. تشبثا يؤسس لتجذير وجودها والبناء من خلاله على تفردها واستحواذها على مقاليد الحكم وكأنه تكرار لتصورات ورؤى الجناح الاول برداء مغاير ولون مختلف، على الاقل هذا ما كشفته سلوكيات بعض فرقاء العملية السياسية، ونمت عنه نواياهم ووشت به تحركاتهم المريبة خلال السنوات العشر المنصرمة. ومع ذلك مازلنا نتطلع ونرجو مخلصين ان تهتدي الاطراف مجتمعة الى تشكيل حكومة قوية تقابلها معارضة بناءة اقوى، وان اقتضى الامر تقديم بعض التنازلات من اجل وحدة العراق وانهاء معاناة شعبه وهذا يتطلب نبذ ارهاصات وتداعيات المرحلة المنصرمة والاستفادة من دروسها.

لااحد يختلف على ان تشكيلة الحكومة يجب ان تضم جميع شركاء العملية السياسية ولكن ليست بالصورة التي تضعف اداء الوزراء وتعرقل مسار العملية السياسية ولا بالشكل الذي يجعل رئيس الوزراء مكتوف الايدي وهو يرى ضعف او فشل الوزراة الفلانية ولايستطيع ان يحرك ساكنا كون الوزراة المذكورة من حصة الكتلة الفلانية، ولا بالتوافق الذي يجعل الوزارة مسيرة برغبات واهواء الائتلاف الذي ينتمي اليه الوزير، ولا بالطريقة السابقة التي جعلت الوزير او المسؤول الحكومي الكبير يعمل "بدوامين" صباحاً مع الحكومة ومساءاً مع المعارضة، ، ويتحدث بصوتين صوت حكومي وصوت معارض .

فليس من المعقول بل من المستحيل ان ينجح اداء حكومة ديمقراطية بدون وجود فاعل لمعارضة برلمانية قوية، شريطة ان تكون معارضة بناء ورقابة وتقويم وتنبيه وتحذير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك