الأحداث تمر مسرعة على بلدنا، والشعب في حيرة من أمره، وهو قابع بين مطرقة كبيرة تجمع في رأسها العفن مصائب الإرهاب، ودكتاتورية المتسلطين، وهيمنة الفاسدين، وبين سندان الرضوخ والقنوع بأمر واقع فرض علينا، حين أصبحنا أرضا خصبة، لزراعة حكام مستبدين ذوي نكهة دكتاتورية، والسؤال هنا، لماذا الأرض العربية خصبة جداً لزراعة مثل هكذا حكام؟!.
هل ستصبح الدكتاتورية ورقة رابحة لتوحدنا؟!.
القائد الأوحد، وقائد الضرورة، ورجل المرحلة، مسميات بات الشعب العراقي يستهويها؛ أكثر من أسماء الأحزاب والكتل، فهي لم تتقدم خطوة واحدة، الا بوجود شخصية قوية، لها تأثيرها على المجتمع، حتى لو كان تعداد هذا الحزب أو تلك الكتلة كبيراً، والسر يكمن في التكوين الذي نشأ به المواطن العراقي، منذ أكثر من (35) عاماً، وهو تحت سلطة الحكم المتفرد المستبد.
الأمثال كثيرة، ولست بصدد ذكر الشخصيات، بل سيكون الحديث عاماً دون المساس بالأحزاب الموقرة، والكتل المحترمة، ولكن لا ضير من الحديث عن شخصية أستطاعت فرض نفسها بالقوة، لما لها من تأثير سلبي، لا يمكن التغاض عنه، حتى لو ألبسناها لباس التقوى!، فشخصية صدام حسين لم تمر على العراق مر الكرام، بل كان كابوساً مرعباً يفسر لدى مؤييده (البعثيين) على أنه حلم وردي لن يتكرر!، رجلُ لم تستطع كل القوى زحزحته من كرسيه، إلا بعد أن اتفقت أمريكا مع حلفائها على إزالته، لأنه أصبح منتجاً منتهي الصلاحية.
كان إنتاج فلم الدكتاتورية العفلقية أمريكياً وبإمكانيات كبيرة، تمكن بعربيته المزيفة ودمويته، من البقاء لمدة (35) عاماً، وعرض على الشعب العراقي رغماً عنه، وصنعوا من صدام حسين شخصية (رامبو) لا تقهر، ولكن بعد (2003) حاول بعض المنتجين الفاشلين صناعة فلم يكون نداً للفلم الأمريكي، بكوادر محلية، وبأرصدة العراق المسروقة، لظهور دكتاتور يكمل المسيرة العفلقية، فماذا حصل للبلد؟ وما الثمن؟ وما العواقب؟.
شتات، وضياع، وأراضٍ بيد الدواعش، وإغتيالات بالجملة، وميزانية غير متوازنة، وتجارة بأرواح العراقيين بدلاً من دعم البطاقة التموينية، هكذا هو المشهد بين (رامبو ـ وجخيور).
من المحزن أن المنتجين الفاشلين مازالوا يتمتعون بالمناصب، وصلاحيات الإعتماد والقرار، مع أنهم كانوا في الأمس القريب منجلاً يحصد الضوء، والنجم، والجسد على حدٍ سواء، فكأنهم يتلذذون بطعم الدم العراقي، فترى المستبد (جخيور) قابعاً في مكانهـ يلتزم الموقف الصامت تاركاً البلد يصارع من أجل البقاء.
https://telegram.me/buratha