المقالات

بين رامبو وجخيور ضاع العراق؟!

1992 01:40:54 2014-11-16


الأحداث تمر مسرعة على بلدنا، والشعب في حيرة من أمره، وهو قابع بين مطرقة كبيرة تجمع في رأسها العفن مصائب الإرهاب، ودكتاتورية المتسلطين، وهيمنة الفاسدين، وبين سندان الرضوخ والقنوع بأمر واقع فرض علينا، حين أصبحنا أرضا خصبة، لزراعة حكام مستبدين ذوي نكهة دكتاتورية، والسؤال هنا، لماذا الأرض العربية خصبة جداً لزراعة مثل هكذا حكام؟!.

هل ستصبح الدكتاتورية ورقة رابحة لتوحدنا؟!.
القائد الأوحد، وقائد الضرورة، ورجل المرحلة، مسميات بات الشعب العراقي يستهويها؛ أكثر من أسماء الأحزاب والكتل، فهي لم تتقدم خطوة واحدة، الا بوجود شخصية قوية، لها تأثيرها على المجتمع، حتى لو كان تعداد هذا الحزب أو تلك الكتلة كبيراً، والسر يكمن في التكوين الذي نشأ به المواطن العراقي، منذ أكثر من (35) عاماً، وهو تحت سلطة الحكم المتفرد المستبد.

الأمثال كثيرة، ولست بصدد ذكر الشخصيات، بل سيكون الحديث عاماً دون المساس بالأحزاب الموقرة، والكتل المحترمة، ولكن لا ضير من الحديث عن شخصية أستطاعت فرض نفسها بالقوة، لما لها من تأثير سلبي، لا يمكن التغاض عنه، حتى لو ألبسناها لباس التقوى!، فشخصية صدام حسين لم تمر على العراق مر الكرام، بل كان كابوساً مرعباً يفسر لدى مؤييده (البعثيين) على أنه حلم وردي لن يتكرر!، رجلُ لم تستطع كل القوى زحزحته من كرسيه، إلا بعد أن اتفقت أمريكا مع حلفائها على إزالته، لأنه أصبح منتجاً منتهي الصلاحية.

كان إنتاج فلم الدكتاتورية العفلقية أمريكياً وبإمكانيات كبيرة، تمكن بعربيته المزيفة ودمويته، من البقاء لمدة (35) عاماً، وعرض على الشعب العراقي رغماً عنه، وصنعوا من صدام حسين شخصية (رامبو) لا تقهر، ولكن بعد (2003) حاول بعض المنتجين الفاشلين صناعة فلم يكون نداً للفلم الأمريكي، بكوادر محلية، وبأرصدة العراق المسروقة، لظهور دكتاتور يكمل المسيرة العفلقية، فماذا حصل للبلد؟ وما الثمن؟ وما العواقب؟.
شتات، وضياع، وأراضٍ بيد الدواعش، وإغتيالات بالجملة، وميزانية غير متوازنة، وتجارة بأرواح العراقيين بدلاً من دعم البطاقة التموينية، هكذا هو المشهد بين (رامبو ـ وجخيور). 

من المحزن أن المنتجين الفاشلين مازالوا يتمتعون بالمناصب، وصلاحيات الإعتماد والقرار، مع أنهم كانوا في الأمس القريب منجلاً يحصد الضوء، والنجم، والجسد على حدٍ سواء، فكأنهم يتلذذون بطعم الدم العراقي، فترى المستبد (جخيور) قابعاً في مكانهـ يلتزم الموقف الصامت تاركاً البلد يصارع من أجل البقاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك