توالت التصريحات الغريبة والملغومة لعدد من القادة الامريكان وبعض الدول الغربية عن المظلومية التي يتعرض لها السنة في العراق وكيف ان هؤلاء يعانون من التهميش والاقصاء وان امر مشاركة امريكا والتحالف الدولي مرهون باعادة رسم الخريطة السياسية وحقيقة مشاركة العرب السنة في صنع القرار وتوزيع الادوار والحقوق كما يطالب هؤلاء. وكان اخر من صرح في هذا الشان وزير الدفاع الامريكي ،الذي ربط تخليص العراق من داعش الامريكي بمشاركة السنة في صنع القرار وانهاء حالة التفرد في اتخاذ القرارات التي يسيطر عليها الشيعة كما يعتقد ديمبسي الامريكي.
وتأتي تصريحات وزير الدفاع الامريكي لتصب في نفس المجرى الذي يدفع باتجاهه الرئيس اوباما ونظيره الفرنسي كونهم يعتقدون ان امر تخليص العراق من داعش مرهون باعادة ترتيب اوراق الفرقاء السياسيين وخاصة ما يتعلق بمشاركة السنة في الحكومة وفي مواقع السيادة والقيادة.
والسؤال الذي يتبادر الى الذهن هو هل ان السنة في العراق يعانون الاقصاء والتهميش وهل ان ما يدعيه اوباما ووزيره والرئيس الفرنسي امر واقعي وهل ان الشيعة يسيطرون على جميع المواقع التنفيذية والتشريعية والقضائية والامنية والجواب هو كلا لان السنة مشارك حقيقي في صنع القرار وباكثر مما افرزته الانتخابات الحالية والسابقة سواء في المواقع السيادية او التنفيذية او التشريعية وحتى الامنية،بل ان ما يتعرض له الشيعة من استهداف من قبل المتشددين السنة والمؤيدين لهم في الحكومة العراقية يمثل حربا مستمرة يدفع ابناء الشعب العراقي وابناء الاكثرية ضريبته يوميا قوافل من الدماء البريئة ولو ان المعادلة كانت معكوسة لكان العراق في خبر كان ولاندثرت فيه كل معالم الحياة والوجود والاستمرارية.
اذا لماذا هذا التباكي الامريكي على السنة وعلى حقوقهم المغصوبة والجواب بسيط جدا وهو ان امريكا وبما تدعية وبما تحتفظ به من ادوات فاعلة وغير فاعلة على الارض سواء كانوا داعش الارهاب ام سياسيي الازمة فانها انما تريد العودة الى العراق من خلال المثلث السني بعد ان وجدت ممانعة تامة من قبل الشيعة ورفضهم المطلق لتواجد القوات الامريكية على الارض وقبولهم بالتعاون الدولي الجوي والمعلوماتي والاستخباري فقط.
ان أمريكا وبعد ان أطلقت العنان لداعش لان تعيث في الأرض فسادا توهمت ان امكانية عودتها الى العراق اصبحت قريبة جدا بعد ان تساقطت المدن
والبلدات بيد الدواعش الا ان فتوى الجهاد الكفائي للمرجع الشيعي قلبت الطاولة على الامريكان وخططهم وباعدت بينهم وبين مدن الشرق فاستعانت بسيناريوا السنة ولهذا ليس غريبا ان يعلن الكرحوت السياسي الانباري بملا فمه عن نيته تقديم طلب لاستقدام قوة دولية اذا لم تقوم الحكومة المركزية بتسليح العشائر السنية المشكوك بولائها ،وهو بهذا التصريح انما ينسج على منوال اوباما ووزير دفاعه.
ان دعوات امريكا بوجود تهميش للسنة يحتاج الى دليل ويحتاج الى ان يتذكر الامريكان ان من يحدد المواقع والحصص والمشاركة في القرار هو صندوق الانتخابات وليس اوباما او هولاند.
https://telegram.me/buratha