المقالات

حاكم يبحث عنه العرش

1206 20:05:35 2014-11-09


دمث الخلق، متواضع، يستند إلى تاريخ أسرة علوية، من جنوب العراق، عاشت لأجل الناس، وقدمت لهم الكثير،انحدر من قرية أبو هاون في الشطرة، نسبة إلى أحد أجداده، ليزحف نحوه المجد والعلمية والقيادة. 
عادل عبد المهدي تلك الشخصية، التي تبتعد عن الأضواء، لكنها تسعى خلفها، طالب الدكتوراه الذي أكمل كل متطلبات أطروحته، في الاقتصاد السياسي إلا المناقشة، بسبب ظروف معارضة النظام الديكتاتوري آنذاك، ولطالما اعترض على إطلاق لقب الدكتور عليه، وربما هو الوحيد في الطبقة السياسية العراقية، الذي يرفض هذا اللقب الذي يدعيه كثيرون.

تميز بقربه من الجميع مكونات وساسة، ومحط ثقة الجميع، هذه الثقة امتدت لدول الإقليم، لتصل إلى العالم، لهذا وغيره، أصر رئيس الجمهورية السابق، والسياسي والمجاهد الكبير جلال الطالباني، على رفض استقالته أكثر من مرة، عندما قرر السيد عادل الاستقالة من منصب نائب رئيس الجمهورية، تلبية لإعتراض المرجعية على المناصب الزائدة، في سابقة لم تسجل قبله ولا بعده في العراق.

بعدها انزوى السيد عادل بين بغداد وقرية أبو هاون، ولم يمارس إلا نشاطه الحزبي، وكتابة أفكاره لأصحاب القرار لتصحيح المسارات الخاطئة، في إدارة الدولة، هذه الطريقة التي استخدمها السيد عادل، أراد بواسطتها أن يبعد الإحراج عن المعنيين بإدارة الحكومة من جهة، وخوفا أن يفسر ذلك بالسعي للكسب، والدعاية الشخصية من جهة أخرى، فلم يطرح وجهة نظرة من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، ، وإتاحة الفرصة أمام المعنيين، للعمل بموجب تلك النصائح، دون أن تنسب لشخص السيد عادل، لذا اكتفى بنشر سلسلة مقالات من خلال بعض الصحف والمواقع الالكترونية، كحال أي كاتب يطرح رأي.

هذا هو عادل عبد المهدي الخبير الاقتصادي والسياسي الكبير، ترفع عن كل شي من أمور الدنيا، لكن ظل يتابع ويراقب ويقدم الخدمة، حتى للحاكم الذي اقترف ذنب بحق العراق، وبحق شخص السيد عادل، كمحاولة إلصاق التهم الباطلة لشخصه، وحرمان العراق من أفكاره، التي لو قيض لها أن تأخذها طريقها في التطبيق، مؤكد أن حالنا اليوم أفضل بكثير. 

رغم كل هذا الذي يؤلم كل غيور ووطني، وحريص كان للسيد عادل مواقف لإسناد الحكومة، في عز الأزمات، منها زهده بمنصب رئيس الوزراء لمرتين، رغم انه استحقاق لكيانه السياسي ولشخصه، لا بل لجوءه لطرح المالكي كبديل عن الجعفري، في أزمة رفض الثاني من قبل الفضاء الوطني، الموقف الذي أثار تقدير وإعجاب حتى المرجعية الدينية. هذه الحكمة والترفع عن كل ما يثير الآخرين، لم تمنع السيد عادل في مؤتمر القمة العربية، من الرد الذي أذهل الحضور، عندما تحدث المعتوه معمر ألقذافي يمدح الطاغية المقبور. 

هذا يؤكد أن عادل عبد المهدي شخصية وطنية نادرة، فمن يملك ما لدى عادل عبد المهدي، من تاريخ وعلمية وحكمة وحنكة وثقافة وتدين، يحق له المطالبة بالمناصب والمواقع العليا في الدولة، لكن عادل عبد المهدي، يقيم الموقع بمقدار ما يقدمه من الخدمة للناس، لذا لا فرق لديه إن كان وزير أو نائب رئيس جمهورية، وكذا في حياته اليومية لا فرق أن يعيش في قرية أبو هاون، كأحد أبنائها، أو في قصر في بغداد، المهم إسعاد الإنسان العراقي والقرب منه...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك