المقالات

مثلي لايبايع مثله

1604 03:29:45 2014-11-04


يوم خروج الامام الحسين(ع) من مكة المكرمة، بعد أن طلب يزيد منه ألبيعه، فقال قولته المدوية، مثلي لايبايع مثله، فقال من رأى منكم سلطانا جائرا فلم يغير بقولا أو فعلا أن يدخله الله مدخله، وهؤلاء الذين أحلو حرام الله، وحللو حرامه، فالدين تغيير، وان الحق لايعمل به، فوصف الإمام الحياة مع هؤلاء الظالمين إلا برما، والموت ومفارقتهم سعادة.

في كربلاء حدثت معركتان، معركة ساحتها محدودة، وهي ارض كربلاء، وزمانها معلوم وهو يوم عاشوراء، وانتهت المعركة ظهر عاشوراء، حيث كان جنوده آهل بيته وأنصاره، وسلاحهم السيف والرمح والخنجر، أما المعركة الثانية، فهي بدأت يوم عاشوراء، وهي حرب مبادئ وقيم، معركة الأفكار والرؤى، الحضارية، والرسالية وهي مستمرة الى اليوم، فالحسين مدرسة للأمة بل للانسانية اجمعها.
تصادف اليوم هذه الانتصارات الكبيرة على(داعش) الأعداء ببركات مدرسة الحسين، فالحسين لازال حيا يحرك الملايين وهو مخلدا، فكل متحرك دليل على الحياة، فالطفل ما دام يبكي فانه حي، الحسين وأصحابه لكل منهم موقف مشرف, فالحر الذي ترك المنصب والحكم من اجل أن يلبي نداء العقيدة، وليس نداء الغريزة، مثالا للإيمان والتضحية.

بعض الحركات تدعي الإسلام وإنها تريد شرع الله، فتسمي أعمالها الإرهابية، بغزوات للرسول والصحابة ، فتقتل الناس بالمفخخات والانتحاريين، وتدمير البنى التحتية، وهناك الكثير من مرضى القلوب والنفوس، يؤيدون الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح، وتشجيع التطوع في صفوفهم.
ان بلدنا يعاني من فجوة من التخلف عن التحولات التي حدثت في العالم على مدى 40 سنة، وزراعة غير موجودة وتناقص بالمياه بدجلة والفرات لعدم التزام بلد المنبع بتزويد بلدان المصب بالماء، وإلنقص بالوحدات السكنية تقدر ب(2مليون وحدة)، وتعرض منشات النفط الاستخراجية والتمويلية لعمليات منظمة في إعمال السلب والنهب والتي فاقت ما تعرض له العراق من الحروب والتهريب الكبير للمشتقات النفطية ، وفي الزراعة البلد يخسر كل سنة 100الف دونما من الأراضي الزراعية نتيجة التصحر، وأراضي حدودية مهمة وغنية ومنافذ بحرية تنازل عنها الطاغية لدول الجوار ، و 25 مليون لغم ارضي تكفي لقتل الشعب العراقي تم شراؤها من النفط العراقي ، وجيش وأجهزة أمنية متعددة مدمرة ومتفككة لالتصاقها بالطاغية المقبور، وكهرباء لاتكفي سوى 12 ساعة من 24 ساعة ، وبطالة كبيرة في صفوف الخريجين، وبحدود 5 مليون يتقاضون رواتب من الدولة (موظفين وشهداء وسجناء سياسين) ، وتراجع النخيل من 23 مليون نخلة بالخمسينات الى 11مليون عام 2003، ومناطق متنازع عليها بين المحافظات ، و192 شركة عامة يعمل بها 800 الف موظف شبه معطلة تكلف رواتبهم الدولة أكثر من 13 تريليون دينار منذ 2003 إلى الآن.

اليوم الإرهاب يعطل المشاريع ويوقف عجلة الأعمار باستهداف المواطن، والمنشات الكهربائية والنفطية وقتل الأبرياء فزاد الإنفاق الحكومي على الأجهزة الأمنية والتسليح وزيادة عدد أفراد القوى الأمنية، ومن اجل تعويض الشعب عن ما فاته وما دفع من ضريبة كبيرة من دمه ومعيشته، يتطلب وجود نظام سياسي مستقر يحكم وفق القانون والمؤسسات والذي يضمن فيه حقوق المجتمع وعدم عودة الحكام الانفراديين للسلطة، والقضاء على الفساد والمفسدين، وأصحاب المشاريع التخريبية الذين يريدون عودة المعادلة السابقة ، وبناء مؤسسات تدفع حقوق للفقراء على غرار الحماية الاجتماعية والضمان الاجتماعي وغيرها، وكما قال السيد عمار الحكيم، ان نتخذ من مدرسة الامام الحسين منهجا، بان نحاسب المفسدين، ولا نبايعهم ونشايعهم نتيجة لمصلحة دنيوية، وحزبية ضيقة، فنقول لهم كما قال الامام الحسين مثلنا لايبايع مثلك، وبذلك نصون المشروع ونحقق الدولة العادلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك