المقالات

الحسين وأصحابه هامات لا تعرف الخضوع..

1247 12:49:04 2014-11-02

جميع مَنْ خرج لمقاتلة الحسين (عليه السلام ), كان يتصور بأن أبا الأحرار لا يملك أي فرصة للإنتصار؛ وسيُمحى ذكره, وستكون معركة الطف مجرد معركة, لا تأخذ من التاريخ سوى أسطر قليلة, وتختفي مع مرور الزمن, ولكن صموده بوجه الطغاة, ومواجهة سيوف الباطل بدمائه الزكية, سجلت بأحرف من نور, لتكون هي التاريخ بين أسطر التاريخ, وستبقى خالدة مدى الحياة. الحسين خاض معركة للحق, والكرامة, والإصلاح ضد أئمة الكفر والجور, المتمثلة بيزيد وزمرته الفاسدة, التي إغتصبت كل الأخلاق المحمدية, وكانت سفيرة الفسق رغم إدعائها الإسلام.

ثورة حقيقية رسم ملامحها الإمام الحسين (عليه السلام), ضد المتسلطين والطغاة, أُعتبرت أولى الثورات, سيما وأنها صنعت عهداً جديداً, منذ عام (61) هجري حتى يومنا هذا, خطوطها مواقفهم البطولية, وألوانها دمائهم الطاهرة الزكية, فكانت لوحة للشهادة يذكرها التاريخ, على أنها نصرٌ أزلي لا مثيل له, حين أنتصر الدم على السيف.

لقد تفردت مصائب كربلاء بميزات خاصة, رغم إستشهاد أبطالها, وعظم رزاياها؛ عندما أفرزت جملة من أساطين المعاني, وعنفوان المفردات, وعبقرية المواقف وخلود الثوابت, حين أتفقوا جميعهم في أكبر كلمة (لا), على مدى الدهر, فكانت سر خلودهم الأبدي بإستحقاق, ولأن الأنصار في معركة كربلاء مؤهلون للتضحية, والشهادة لم يستسلموا للوجع والظروف والألم.

جيش من الآلام, وسحابات سوداء من الحزن الموحش تمر علينا, فكل شيء في كربلاء يحكي إيثاراً, وتضحية, وفداء, بعد أن هفت قلوب الإنصار المؤمنة, الى منابر الزمن التليد, لتكون أسمائهم أنواراً تسطع على الملأ, حتى أمسوا وجعاً في القلب محبوس, وألماً على مدى الدهر محسوس, ومنهجاً للمظلومين ملموس, هولاء أصحاب الحسين, ما ذكرنا بطلاً منهم حتى أدمعت العين, لقد سطروا ملاحم خالدة, فأصبحوا صوتاً لمن لا صوت له.
إذن شعائر الثورة الحسينية, ومسيرات العزاء المليونية, أسقطت عروش الجبابرة, وزلزلت الأرض تحت أقدام الأمويين الجدد, أحفاد معاوية ويزيد, الذين زرعوا البذرة الأولى لداعش (لعنة الخالق عليهم أجمعين). 

الحسين وأصحابه, باتوا درراً لا تتكرر, وكواكب تشرق ليل نهار؛ فهم هامات لا تعرف الخضوع, أو الركوع إلا للخالق الجبار, فكانوا مشروعاً للشهادة, ومنبراً للإصلاح, ودستوراً للأحرار يتجدد كل يوم, وعلموا الدنيا كيف يموت الإنسان من أجل الحق, فكربلاء قضية عادلة, (وجوه يومئذٍ ناضرة الى ربها ناظرة).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك