المقالات

في قلوبِ ألمجانين؛ ألفُ قبرٍ للحسين,,

1915 03:10:40 2014-10-31


مدرسةُ ألحسين عليه ألسلام, تكاد تكون الأسطورة, ألتي عجّز عن إدراكها, أدهى العلماء, وأفقه الفقهاء, فكيف لعشق مجنون؛ أن يصنع من الموت حياة أبديه, وأن يولد من رحم ألشهادة, أجيال لا تفقه سوى الأستبسال, وألفداء!, وكيف لعقيدةٍ متناميةٍ, تتجدد في كل عام, وكأنها ثورة ولود, عطرها هيل المواكب, وأنفاسها رايات خافقات, يعتلّين أسطح المآذن وألمنازل, معلنةً حدادها, لتجدد العزاء, لأمامها ألغائب ألحاضر.

جُبلت النفس البشرية, على التأثر بالمحيط, ومواكبة التطور, والتمدن, والموضة, والثورات العلمية, لأن الأنسان بطبعه, مسيراً أو مخيراً, يتبع ألتقدم, فيدفعه فضوله, لأن يجاهد, في سبيل معرفة ماذا بعدـــــــــــ؟, فالكلمة التي سيضعها في الفراغ, سيتبع اليها كل السبل, ويطبق عليها كل النظريات, حتى يصل الى نهايته!, التي لو علم أي ألطرق أوصلته إليها, لما سلكها طائعا, فنهاية كل موجود, هي الموت والفناء.

الموت لم يفني حيسيناً, بل يولد فينا مع كل عاشوراء, فذكرى إستشهاده, هي ذكرى ولادة الحياة, التي تُسقى من مآقينا, الباكيات حزناً, لمظلومية أهل بيت نبينا(عليهم السلام),فيتجدد حزننا, مواكباً هو الآخر, لمتطورات الحياة, فاليوم حزني على الأمام الحسين, هو حزن ,على أخ, أو أب, أو زوج, أو طفل رضيع, أشبه بعبد الله ألرضيع, فالطفوف تشابهت علينا, ومصائبنا لم تختلف عن مصيبة الحسين.

لم نختر تطور أحزاننا, بل فرض علينا القدر, ذلك التجدد بالثورات, من خلال إستنساخ الظالم لتجربة يزيد, ليكون في كل زمانٍ يزيد وشمر جديد, فيثور فينا ألحسين, فنغدوا سيولاً من الأباء, ننتفض بوجه الظالمين, وكأننا نستنهض ألهمم, من إمامنا ألثائر, واخية محتكرُ الغيرة, وأصحابه ألذين ذادوا عن الحرمات, ليُّحول عشقنا المجنون, الى سيلٍ يقتلع عروش الظالمين, الذين أبغضهم حبنا للحسين عليه السلام.

قتلوه بالأمس, فأرتعبت حروف التأريخ, فكيف لها أن تخط, (توفي) الحسين أبن علي؛! وأي سنة تلك التي, ستختتمُ عمر ذلك الرجل, الذي ما وهبتهُ العظمةُ, إلا علواً, وما أعطاه الموت, إلا خلوداً, تعلم منه أتباعه, أن يطرقوا أبواب الشهادة, مقدمين أليها غير مدبرين, فذلك ألشوق لقائدٍ حبيبٍ, ناصرٍ منتصر, جعلنا نصنع لحُسيننا الثائر, ألف عاشوراء, ونوسع حدود كربلاء, لتكون كل أرضٍ كربلاء.

يقول جبران خليل جبران, الفيلسوف اللبناني,«لم أجد إنساناً كالحسين سجل مجد البشرية بدمائه», وها هم محبيه وأتباعه اليوم, يسجلون من جديد, حاضر البشرية ومسقبلها, بدمائهم الزكية, فقاتلّي إمامنا, قد ظهروا اليوم, يحملون غربان ألشر,على رؤوس رماحهم, وينعقون, جئناكم يا أتباع علي والحسين, ولقبور أئمتكم هادمون, وكأن أمامي, إختزلته الأماكن وألقبور, خسئتم فنهضة الحسين نهضة فكرية وإجتماعية وسياسية فأي منها تريدون ان توئدون؟

إمامي عشقهُ مخلوطٌ بحليب الأمهات, يجري مجرى دمانا في ألعروق, عشقاً سرمدياً, خالداً, بخلود الوجود, يأسر الأرواح, فتهوى أرواحنا أسِرها, فسّجانها ملَّكَ القلوب, وإستباح الجوارح, ليسمو بها الى العزة, ذلكم هو إمامي ألحسين؛ ألذي علم ألوجود معنى ألشجاعة, وألتضحية, فمن ذا ألذي يظن واهماً, بأنه سيمحو ذكرك مولاي؟, ملئت ألكون سيدي فخرآ وأنصارك سبعون, فكيف لهم أن يمحو ذكرك, ومجانين عشقك ملايين!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك