تحرص الشعوب والأمم على الحفاظ على إرثها وتاريخها، ليكون أمتداد لمستقبلها، حيث تنهل منه الأجيال، وتخص بالإهتمام رجالها وأطرها التنظيمية، الذي تميزت على مر تاريخها، كي تكون نموذج وقدوة صالحة، تقتفي آثارها في إستمرارية الحياة.
مدرسة الإمام الحسين خرجت أجيال، صنعت ألحياة بأبهى صورها، وما تزال الشعوب الحية، التي تتلمس طريق الحرية من خلال الحسين، تتربع على طريق المجد والسمو والرفعة، لذا يحرص أتباع هذه المدرسة على إبقائها كما هي، وإبعادها والإبتعاد بها عن التشويه والدس، كي لا تشوه صورتها الحقيقية.
نحن في العراق كشعب حسيني، نبحث عن مصداق في حياتنا لهذه المدرسة، كإطار تنظيمي دون المرجعية الدينية، ليقود القاعدة الجماهيرية.
نتذكر في سني أعمارنا الأول، كان حزب الدعوة الإسلامية يمثل لدينا الحلم والأمل، وكنا ننظر للدعاة نظرة الباحث عن الخلاص، ونضع كل آمالنا وطموحاتنا بأيديهم، نعيش الأمل بأن يوما ما سيأتي ليتولى الدعاة الحكم، ونتخلص من مرارة الظلم والتهميش، ونبني دولة عادلة تغير المعادلة الظالمة، التي وضعها المستعمر البريطاني لحكم العراق.
كنا نضع الدعاة في مصاف العلماء، كيف لا ؟! ونحن نسمع ونقرأ أن مؤسس وقائد هذا الحزب هو الشهيد محمد باقر الصدر، بكل ما يحمله من زهد ومقاومة وصدق وعلمية، لذا عشنا حلم حكم الدعاة، حتى جاء التغيير، وعاد الدعاة إلى ارض الوطن، وشمرنا عن سواعدنا للوقوف خلفهم، لبدء مسيرة بناء دولتنا التي عاشت في ضمائرنا، دولتنا التي صبرنا لأجلها، ومنحناها أعز أيام العمر وأغلاها، وسقينا مسيرة تشكلها بدماء طاهرة.
بدأت المسيرة لسنتين أو ثلاث، لتبدأ الصدمة، فالحقيقة قتلت الحلم، حين تولى السيد المالكي السلطة، فالدعاة تغيرت أشكالهم، والحكم أصبح غاية لا وسيلة، وتربع ألبعثي والانتهازي على صدور الشعب من جديد، لكن تحت اسم الدعوة ومباركتها، بحثنا بين هؤلاء عن الدعاة، فلم نجد لهم اثر يذكر، وظل من الدعوة الأسم لا غير.
تحت حكم الدعوة رقصت مادلين طبر حتى الصباح في المنطقة الخضراء، وبليلة شهادة سيدة نساء العالمين.!
في ظل حكم الدعوة أصبح الفساد والسرقة والكذب الحالة الطبيعية، وما عداه حلم بعيد المنال.
تعالى الهمس وضجت الأصوات، عن مؤامرة تحاك ضد الدعوة وضد التشيع، كلام المرجعية أصبح لا يسمع، نداء أرواح الشهداء، أصبح نشاز في أسماع الحاكم، لذا أصبح التغيير لإنقاذ الدعوة، والتشيع والعراق ضرورة لا مناص منها، حيث توحدت جهود خيرة، تحدوا ركبها المرجعية العليا.
حصل التغيير الذي ننتظر منه أن يشمل كل شيء، وأوله قيادة الدعوة، والإتيان بشخص قادر على يعيد الدعوة، الذي عرفه الشارع العراقي وحلم بحكمه، وأبعاد من سخر كل شيء حتى دماء الشهداء، لغرض استمرار حكمه، لذا لم يميز بين الداعية وبين من قتل الدعاة، وحرث الأرض بحثا عنهم، وأصبح هو الداعية وخون واتهم الدعاة بوطنيتهم، ولو استمر حكم سيده، لتجاوز على تاريخ وأسم الدعوة علنا، وعلى رؤوس الأشهاد، لإرضاء غرور وطموحات الحاكم المتغطرس، الذي أقتفى أثر الطاغية المقبور، وأستخدم نفس أدواته...
https://telegram.me/buratha