المقالات

كلمة الفصل على اعتاب المرجعية

2580 16:27:13 2014-10-30

" كان ومازال؛ دور المرجعية الدينية الشيعية، والتي مركزها النجف الأشرف، دور الأب الراعي لجميع أطياف الشعب , وكان دورها السياسي, لا ينفك عن دورها الروحي والعقائدي". المرجعية حاضرة في كل الأوقات, التي مرت على شعبنا العراقي, وكان لمواقفها, كلمة الفصل, في المحافظة على ثوابت الشعب العراقي.

بعد التغيير عام 2003, كان للمرجعية الدور الأبرز, في توجيه عامة الشعب, وكان لها حضور في كل مستجدات الوضع الجديد.
الإنتقال من حكم دكتاتوري, إلى حكم ديموقراطي, كان أمرا جديدا على العراقيين, وخصوصا إن هذا الإنتقال, جاء على أيدي قوات أجنبية محتلة.
هذا الأمر؛ إستلزم وجود موجه حاذق, له معرفة ودراية في كل الأمور, لغرض إتخاذ القرارات المناسبة. إضطلعت المرجعية بهذا الدور دور الموجه- وكان لكلامها وموقفها, البصمة الواضحة في الحفاظ على مكتسبات الشعب العراقي. في الإنتخابات الأخيرة؛ -وبعد قطيعة لبضع سنوات, مع المسؤولين العراقيين- كان للمرجعية الدور الأبرز, والواضح, في توجيه رأي الناخب, لإنتخاب الأكفأ.

صرحت المرجعية, ومن خلال وكلاءها في كربلاء, علنا بعدم إنتخاب الفاشلين, وأشارت إشارة تلميح لا تصريح, لعدم إنتخاب أشخاص بعينهم, حينما قالت: "لا تنتخبوا الوجوه التي لم تجلب الخير للبلد", وأيضا حينما قالت "المجرب لا يجرب", و"لا تنتخبوا الفاشلين".
إنبرت هنا؛ أبواق السلطة لتحريف المراد من كلام المرجعية, وقالت: إن المرجعية لا تقصد المالكي, وإن المرجعية تقصد الكتل الأخرى, حتى وصل الأمر, إلى الإساءة للمرجعية, حينما قالوا, إن المرجعية شغلها الدين فقط, ولا تفهم في السياسية, ثم أرادوا أن ينفوا الكلام عن المرجعية, فأشاعوا بأن ما يطرح في منبر الجمعة بكربلاء, هو رأي وكلاء المرجعية, وليس رأي المرجعية نفسها.

بعد إنتهاء الإنتخابات, أصرت المرجعية على ضرورة الإسراع بإعلان النتائج, والإسراع بتشكيل الحكومة, ضمن المدد الدستورية. تم تشكيل الحكومة, وكان للمرجعية ما أرادت من تغيير, فسارعت المرجعية هنا, وأيضا على لسان وكيلها في كربلاء, لمباركة الحكومة الجديدة, داعيةً إياها, لجعل خدمة المواطن, والحفاظ على أمنه شعارها الأول. بعدها أعلنت المرجعية, بأن إستئناف إستقبال المسؤولين الحكوميين العراقيين, مرهون بمدى إستجابتهم لمتطلبات الشعب العراقي. بعد شهرين من تكليف الدكتور حيدر العبادي, ومن ثم تشكيل الحكومة, وبكابينة كاملة, أنهت المرجعية مقاطعتها, واستقبلت رئيس الوزراء الجديد. 

للوهلة الأولى؛ يبدو للمتابع, إن المرجعية راضية عن الدكتور العبادي, وعن حكومته, لكن الذي يدقق في الصورة كاملة يجد أن المرجعية أعطت فرصة للحكومة الجديدة, للإلتزام بتوفير ما يحتاجه البلد والشعب الكريم. وقد وضع المؤتمر الصحفي للعبادي, بعد لقاءه السيد السيستاني, النقاط على الحروف. فالكلام كان مباشرة من سماحة السيد للحكومة ورئيسها, وهو أن تلتزم الحكومة بمكافحة الفساد, وتوفير الأمن, والتعهد بالشراكة الوطنية, وتوفير الدعم للحشد الشعبي.

هذه التوصيات, التي ذكرها العبادي في مؤتمره الصحفي, هي نفسها التي ذكرها وكلاء المرجعية في كربلاء, وهنا سقط آخر قول للمشككين بما يقال في خطب الجمعة في كربلاء, وجاءت كلمة الفصل من المرجعية نفسها, بأن موقف المرجعية هو نفسه الذي يطرح من على منبر الجمعة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك