المقالات

عاشورا من ارض الواقع

1833 01:42:57 2014-10-29


تعلمنا أن الحسين قضية، عِبره وعَبره، نهج ومنهج، كل ارض كربلاء وكل يوم عاشورا. 
نعلم أن الحسين ليس مأتم ورثاء، بل ثورة وانقلاب على واقع فاسد، الحسين لم يخرج ليعالج حاضر كان يعيشه، بل رسم طريق حياة لكل من يريد أن يعيش كما خلق إنسان.
كلنا ندرك أن الحسين في العراق ليس مثله في إيران، والحسين في لبنان لا يشبه الحسين في البحرين، وهو في أوربا غيره في أمريكا واسيا وأفريقيا.
فلكل قوم داء، ولكل داء علاج يكمن في الحسين، والحسين قبل ألف عام ليس الحسين اليوم، نعم هو خالد على مر العصور، لكنه يتغير مع الحاجة، ألم نقل انه دواء لكل داء.؟

الحسين يتغير في القلوب والفهم بين ارض وارض وشعب وآخر، فهو علاج في كل ارض ولكل قوم.
أن كنا نعتقد أن الحسين عِبره، كيف لمكلوم أن يقرأ الحسين ليتأسى به، وكيف لمن يسمع ما جرى على ارض كربلاء في يوم عاشورا، أن يفرغ ما في داخله من حسرة على الأطفال والنساء، الذي أحرقت خيامهم، وهم أيتام بلا أب أو أخ، أو قريب يلجئون إليه.
أن كان الحسين كما يريده البعض عِبره، كيف يتخلص الإنسان من آه تخترق جسده، لعليل لا يقوى على النهوض، ولا يجد من يتكأ عليه، ليتخلص من نار تلتهم خيمته الذي تأويه وعياله. كيف لحر يسمع عن امرأة مخدرة، كانت تحظى بحماية ورعاية أبطال قومها، تجد نفسها مسبية، ومسؤولية عن سبعين طفل وطفلة أيتام ونساء ثكالى وعليل لا يقوى على النهوض.

أما إن كنا نريد الحسين عَبره، فبمن يقتدي المظلوم ليعلن ثورته، ويقتفي أثر مَن من يجد نفسه بلا ناصر ولامعين، كيف يتصرف من يبحث عن الخلود لقضيته، كيف يواجه المحروم الحرمان، وعلى من يستند من يجد نفسه في ارض المعركة وحيدا، ويعاني العطش والجوع، أن الحسين أن لم يكن عِبره لما وجدنا أحرار على وجه المعمورة، ولما انتصر مظلوم على وجه الأرض، ولما ظل الإسلام كما أرادته السماء.
الداعين لتحجيم الحسين بالدمعة فقط، أو بالثورة فقط، هم أتباع الإسلام الأمريكي الذي اجتاح عالمنا اليوم، هؤلاء يرعبهم نداء (لبيك يا حسين)، ويفزعون من صيحة الأحرار (هيهات منا الذلة). 

أذن الحسين قضية لا تستوي إلا بالعَبرة والعِبرة، الحسين خلود يستند إلى العَبرة والعِبرة.
اليوم في ارض الحسين العراق، نحيي الحسين بالعَبرة التي اعتدنا، ننصب سرادقنا وتلتحف الأجساد والجدران بالسواد، نبكي ونلطم مصيبتنا بالحسين، لنستثمر ذلك في المواجهة، مع أسلاف بني آميه من شذاذ الآفاق، الدواعش ومن يقف خلفهم. 
الطعام الذي يطهى، يذهب إلى ساحات المواجهة، إلى الحسينيين المرابطين هناك، الدعاء في مجالسنا سيكون لنصرة المجاهدين، ولتسديد المرجعية القائدة.

هذا العام كما كل عام، سنجسد قضية الحسين على ارض الواقع، ليرى آثارها، المتنطعين ممن يشتمون بكائنا ولطمنا ومسيرتنا السنوية، سيرون بأم عيونهم، أننا لا نفهم الحسين مأتم ورثاء، بل نقتفيه ثورة وإباء، كما قال الشيخ الوائلي رحمة الله...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك