المقالات

عاشوراء (3) السنة الثانية

1178 19:17:04 2014-10-27


{فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسَّسَتْ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ}.
اذن، هناك ظواهر للأمور وبواطن، فأمّا العقلاء فيبحثون في البواطن ليعالجوا الامور من أساسها، امّا غيرهم فينشغلون في ظواهر الامور ولذلك تراهم لا يصِلون الى نتيجة لانّ الظواهر لا يمكن ابداً انْ تضع لها حدّاً اذا لم تُعالج أُسسها.
في هذا النص الوارد في زيارة عاشوراء، يُثبّت المعصوم مبدأ استراتيجي في معالجة الظلم في المجتمع، يعتمد على الأسس التي ينبني عليها بغضّ النظر عن الظواهر، فاذا تمكّن المرء من تحديد أُسس الظّلم أمكنه معالجتها وقطع دابره من أساسه، والا فانه سينشغل بالظواهر والآثار التي لها أوّل وليس لها آخِر ابداً، اذا لم يتم معالجة الأسس.

ولتوضيح الفكرة أسوقُ مثلا برجلٍ أراد ان يجفّف مستنقع ماءٍ آسنٍ تتراكم فيه الجراثيم التي تنشر الأوبئة، فاذا لم يعمدْ الى تجفيف مصبّ الماء لهذا المستنقع، فسيظل طوال عمره مشغولاً بتجفيفه ومتحمّلاً آثاره وظواهره بلا نتيجة تذكر، امّا اذا جلس جانباً لبضعة دقائق وفكّر جيداً واهتدى الى اساس المنبع الذي يصب في المستنقع لأمكنه معالجة اساس المشكلة بإغلاق المصبّ وبالتالي تجفيف المستنقع من دون كثير عناء.
ان مشكلتنا هي انّنا ننشغلُ دائماً بالظواهر، وننسى او نتناسى معالجة الأسس، ولعلّ في الحرب على الارهاب اليوم خيرُ دليلٍ على ذلك، من دون ان أغفل عن تعمّد البعض في ذلك لنبقى منشغلين فيها، والدماء تسيل انهاراً والناس منشغلةً بها عن التنمية والبناء والتطور.

ان كلّ العالم مشغولٌ اليوم بظواهر الارهاب، بأسمائه ومسمّياته وآثاره المدمّرة وأفعاله وجرائمه المخزية، فيتمكّنون من هذا الإرهابي ويمنعون المال عن ذاك التنظيم ويحرّرون تلك البلدة التي كان قد استولى عليها الارهابيّون، وهكذا، في حربٍ استنزافيّة واضحة، ولكن لا احد يفكّر، او قل، ممنوع علينا ان نفكّر بأسس الارهاب لتجفيف منبعه، وكلنا نعرف جيداً، والعالم يعرف جيداً، انّ اساس الارهاب ومنبعه الاول والأخير هو نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، وفقهاء البلاط الذين سخّرَهم هذا النظام لإصدار فتاوى الحقد والكراهية والتكفير عند الطلب والحاجة، فلماذا لا يفكّر احدٌ منهم بالقضاء على منبع الارهاب بدلاً من الانشغال بظواهره؟.

انّ مقياس جدّية حرب المجتمع الدولي على الارهاب يبدأ من هنا، والا فالأمرُ هزلٌ في هزلٍ، لا يعدو اكثر من مؤامرة تحوكها دوائرهم المختصّة بمثل هذه الامور لاشغالنا وتدميرنا واستنزافنا، وبالتالي للإبقاء على واقعنا متخلّفين عن ركب الحضارة، اذا بنا في القرن الواحد والعشرين يأخذ بعضنا نساءَ البعضِ الاخرِ سبايا ونُخيّر شعبنا بين الجزية او القتل ونستولي على أموال الناس وممتلكاتهم كغنائم!!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك