الكثيرون يتذكرون المسلسل التلفزيوني البدوي الأردني الذي يحمل عنوان (الغريبة) ، وفي هذا المسلسل شخصية ( بطيحان ) الشرير الذي كان يقتل ويسلب ويسرق ويتآمر من اجل أن يحقق رغباته الشخصية ويكون ذا شأن بين أبناء وشيوخ القبائل البدوية . والطريف إن العراقيين آنذاك اخذوا صورة (بطيحان) بكل ما فيها من سوء وشر وخداع ومكر ليجعلوها رمزا لصدام حسين للتشابه الكبير ما بين الشخصيتين وراحت كلمة (بطيحان) مجردة تكتب على الحيطان بالدلالة إلى صدام وأفعاله.
ومن العجيب أن نهاية (بطيحان وصدام) كانت واحدة على الرغم من أن أحدا لم يكن يتصور هذه النهاية المتشابهة فقد القي القبض على (بطيحان) وأجريت له محاكمة من قبل شيوخ القبائل البدوية وقد اعترف بكل ما اقترفه وبعد ذلك تم تنفيذ القصاص العادل به، وكان ذلك هو ما حدث لصدام فعلا، وربما كان العراقيون حينما وصفوا صدام ببطيحان يتنبئون بالنهاية المحتومة لهذا الطاغية.
ومن العجيب إن بطيحان قد عاد بثوب جديد لقيام بأفعاله الشريرة كلما سنحت له الفرصة في استلاب حق أو قتل إنسان وفي تمزيق أواصر العلاقة بين الكتل السياسية وفي تفكيك الروابط بين مكونات الشعب العراقي .
أن فقدان ( بطيحان ) لمركزه أثار حفيظته وبدأ يعمل الدسائس والمكر والخديعة وتجنيد مرتزقته لإرباك الوضع السياسي والأمني ، معتقدا إن بفعلته هذه قد تسمح له الظروف بالرجعة إلى ما كان عليه . إن الظروف قد تغيرت وأصبح اليوم في العراق فريق منسجم قوي يقود البلاد وليس شخصية ( بطيحان ) التي تحمل كل شر لهذا الشعب . فان الذي يعمل على تمزيق وحدة الشعب العراقي ، ويريد أن يمزق وحدة الكتل السياسية العاملة على الساحة السياسية العراقية ، ويريد أن يمزق وحدة التحالف الوطني فانه لم يقدر ، لان الكل عرف المخطط والنوايا .
أن الجولات والزيارات التي يقوم بها ( بطيحان ) الى بعض المحافظات لم تنم على الحرص الوطني الذي يتظاهر به ، وإنما تأتي من اجل خلق حالة من التشرذم بين مكونات المذهب الواحد ، وخلق روح البغيضة بين نسيج المذهب ، فأنها لم تصلح حالاً قالت عنها المرجعية انه فاسد ، لا يصلح أن يكون . فمهما قال ، ومهما خطب ، وهما صرح ، فإنها لم تنفع تلك المهاترات التي تطلق بعد أن أفسد المكان والهواء وكل ما يحيط به . فدخول جرذان داعش الى مدننا بسبب فشل سياسته ، وقتل أبنائنا بسبب خيانة قادته ، فأن المصير المحتوم قد حان موعده ، والنهاية ستكون كنهاية ( بطيحان ) وان تأخر موعدها ، لان الله يمهل ولا يهمل .
لقد رمى بكل عنترياته وتصريحاته الرنانة من أجل حدوث ثغرة في صفوف الحكومة الحالية ،ولكنه لم يقدر ، لان كل هذه قد رميت في الزبالة ، وأدرك عبر تجاربه المريرة انه لم يستطع أن يفعل فعلته كما فعلها أول مرة عندما مكر بين التيار الصدري والمجلس الأعلى . فأراد التشبث بالكرسي وعرف أن التشبث بالكرسي ثمنه رأسه ، كما تشبث صدام بالكرسي ونال حكمه العادل .
https://telegram.me/buratha