المقالات

بطحيان ... عاد من جديد

2580 18:30:39 2014-10-18


الكثيرون يتذكرون المسلسل التلفزيوني البدوي الأردني الذي يحمل عنوان (الغريبة) ، وفي هذا المسلسل شخصية ( بطيحان ) الشرير الذي كان يقتل ويسلب ويسرق ويتآمر من اجل أن يحقق رغباته الشخصية ويكون ذا شأن بين أبناء وشيوخ القبائل البدوية . والطريف إن العراقيين آنذاك اخذوا صورة (بطيحان) بكل ما فيها من سوء وشر وخداع ومكر ليجعلوها رمزا لصدام حسين للتشابه الكبير ما بين الشخصيتين وراحت كلمة (بطيحان) مجردة تكتب على الحيطان بالدلالة إلى صدام وأفعاله. 

ومن العجيب أن نهاية (بطيحان وصدام) كانت واحدة على الرغم من أن أحدا لم يكن يتصور هذه النهاية المتشابهة فقد القي القبض على (بطيحان) وأجريت له محاكمة من قبل شيوخ القبائل البدوية وقد اعترف بكل ما اقترفه وبعد ذلك تم تنفيذ القصاص العادل به، وكان ذلك هو ما حدث لصدام فعلا، وربما كان العراقيون حينما وصفوا صدام ببطيحان يتنبئون بالنهاية المحتومة لهذا الطاغية. 
ومن العجيب إن بطيحان قد عاد بثوب جديد لقيام بأفعاله الشريرة كلما سنحت له الفرصة في استلاب حق أو قتل إنسان وفي تمزيق أواصر العلاقة بين الكتل السياسية وفي تفكيك الروابط بين مكونات الشعب العراقي . 

أن فقدان ( بطيحان ) لمركزه أثار حفيظته وبدأ يعمل الدسائس والمكر والخديعة وتجنيد مرتزقته لإرباك الوضع السياسي والأمني ، معتقدا إن بفعلته هذه قد تسمح له الظروف بالرجعة إلى ما كان عليه . إن الظروف قد تغيرت وأصبح اليوم في العراق فريق منسجم قوي يقود البلاد وليس شخصية ( بطيحان ) التي تحمل كل شر لهذا الشعب . فان الذي يعمل على تمزيق وحدة الشعب العراقي ، ويريد أن يمزق وحدة الكتل السياسية العاملة على الساحة السياسية العراقية ، ويريد أن يمزق وحدة التحالف الوطني فانه لم يقدر ، لان الكل عرف المخطط والنوايا . 

أن الجولات والزيارات التي يقوم بها ( بطيحان ) الى بعض المحافظات لم تنم على الحرص الوطني الذي يتظاهر به ، وإنما تأتي من اجل خلق حالة من التشرذم بين مكونات المذهب الواحد ، وخلق روح البغيضة بين نسيج المذهب ، فأنها لم تصلح حالاً قالت عنها المرجعية انه فاسد ، لا يصلح أن يكون . فمهما قال ، ومهما خطب ، وهما صرح ، فإنها لم تنفع تلك المهاترات التي تطلق بعد أن أفسد المكان والهواء وكل ما يحيط به . فدخول جرذان داعش الى مدننا بسبب فشل سياسته ، وقتل أبنائنا بسبب خيانة قادته ، فأن المصير المحتوم قد حان موعده ، والنهاية ستكون كنهاية ( بطيحان ) وان تأخر موعدها ، لان الله يمهل ولا يهمل .

لقد رمى بكل عنترياته وتصريحاته الرنانة من أجل حدوث ثغرة في صفوف الحكومة الحالية ،ولكنه لم يقدر ، لان كل هذه قد رميت في الزبالة ، وأدرك عبر تجاربه المريرة انه لم يستطع أن يفعل فعلته كما فعلها أول مرة عندما مكر بين التيار الصدري والمجلس الأعلى . فأراد التشبث بالكرسي وعرف أن التشبث بالكرسي ثمنه رأسه ، كما تشبث صدام بالكرسي ونال حكمه العادل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك