جاء أحدهم إلى سقراط, وسألهُ: كيف تراني؟، حيثُ كان يرتدي ملابس جديدة وغالية الثمن؛ فأجابه سقراط: تكلم حتى أراك.
تعتبر الأزياء من الأشياء الجمالية، والتي تضفي منظراً جميلاً على الملابس، وإلا فالملابس وجدت للستر والوقاية والحفاظ على جسم الانسان؛ وتُعبر الأزياء من خلال إختيار الشخص لها، عن مقدار معين من شخصيته, حسب ما يراه علم نفس الشخصية، ولكنها في نفس الوقت تعتبر من القيود التي يفرضها المجتمع على أبناءه، حتى أنهُ جاء في المثل الشعبي(أكل ما يعجبك, وإلبس ما يعجب الناس)، ولذلك ترى الناس يحكمون على الشخص من خلال ملابسه, قبل أن يعرفوا شيئاً عن علمه أو عمله، ومن ذلك تراهم يحترمون بعض أنواع الملابس ومرتديها ويحقرون أُخرى.
تنوعت الأزياء من جيل إلى أخر، متخذةً أسماءاً وأشكالاً معينةً، سواءاً من مُريديها أو رافضيها، بيد أن أغلب الرافضين لها، يكون رفضهم بسبب عقدة نفسية تجاه مَن إستخدم تلك الملابس، كما حصل عندنا في العراق، حيثُ إرتدت الأجهزة القمعية الصدامية بزات كانت تعرف بإسم(القاط السفاري)، وكذلك إختاروا اللون الزيتوني، ولا زال الناس يكرهونهما الى يومنا هذا.
بعد سقوط الصداميون وحكومتهم، ظهرت لنا أزياء جديدة، حيث إرتدى الإسلاميون البزة الرسمية المتكونة من السترة والبنطال(القاط)، بدون ربطة العنق، بإستثناء حزب الدعوة، حيثُ لَبسَ أعضاءه ربطة العنق، فهو يعمل عمل العلمانيين، ويحكي كلام الإسلاميين وأصبح كالغراب الذي أضاع المشيتين.
ما عليك الآن وأنت في العراق، إذا أردت أن تسير أمورك في دوائر الدولة، بشكل سلس وسهل، وأن تنجز معاملتك بسرعة كسرعة الضوء، إلا أن تردي (القاط) ويا حبذا لو كان ذا لون رصاصي غامق(كُحلي)، أو أسود، أما إذا أضفت لهن ذقن(لحية) كبيرة، فسيخر لك جميع الموظفون سُجداً وهم صاغرون.
أما داعش فقد وجدوا بالزي الذي يرتديه أغلب سكان شبه القارة الهندية، والمعروف بالزي الأفغاني، بغيتهم حيث يطلقون عليه إسم الزي الإسلامي!، ولا أدري هل نطق القرآن بهذا الزي؟!.
لي صديقٌ من أهالي بغداد، يدرس في حوزة النجف، ثم انتقل هو وعائلته وأستقر هناك، يقول: جائني أخي مع أطفاله، في زيارة الى المنزل أيام محرم الحرام، حيثُ نرتدي الملابس السوداء، وبما أنه أخي وليس غريباً عني، خرجت له بالزي الذي أرتديه في البيت، القميص الطويل وبجامته السوداوان، فما كان من أطفاله الا الصراخ: "بابا هذا داعش".
أصبح الزي الأفغاني الآن، مصدر خوفٍ ورعب، لدى كل الناس، حتى الأفغان أنفسهم والمسلمين أيضاً، وإذا بقي الحال على ما هو عليه، فسيلجأ المتضرر إلى القضاء وسيُحضر التعبد أو الإنتساب الى الإسلام.
https://telegram.me/buratha