المقالات

آني إبن المايدنك للرصاص

1491 08:39:57 2014-10-14

أنتظر عودته كل مساء, وتبقى عيناي متعلقة, بطريق الإياب, بمجرد أن أسمع الباب يطرق, أهرول مسرعا, لأكون أول المستقبلين, عاد والدي يحمل, معه الدفء والطمأنينة, وعبق الأبوة, ويملأ البيت بضحكات, أنتظرها بفارغ الصبر, بعد إنقضاء يومٍ طويل, ولا أنسى الحلوى, المفضلة التي أحب, كل تلك المشاعر المختلطة, أختصرها بكلمتين عاد أبي.

من اليوم وصاعدا, لن أنتظر, ولن أراقب الطريق, و لن يرضي طموحي, حلوى بعد الآن, بل ما يرضيني, إرث كبير قرر أن يتركه, لنا الوالد حين, أرتدى بزته العسكرية, أنه أرث لا ينتهي مهما, طال الزمن ولن يندثر, بل يتجدد كلما ذكر الفخر في موضع, وكلما ذكرت كربلاء, وكلما ذابت القوب حسرة, وأرتفعت الأصوات لتنادي ,يا ليتنا كنا معكم, فنفوز فوزاً عظيماً, نعم إنه الفوز العظيم, الذي يتحسر عليه الجميع, منذ معركة الطف لغاية اليوم, أنه عبق الرجولة, الذي أشمه في ثياب والدي, وأجده بين حروف أسمه, وحين أدخل غرفته. 

هذا هو الإرث الكبير, الذي أحدثكم عنه يا سادة, إنها الشهادة, في سبيل الدين والوطن, فقد نقش والدي ,أسمه في ذاكرة التاريخ التي, لا يرد في قاموسها النسيان, بحروف من نور, ممزوجة بعطر الرجولة, يفوح منها شذى كربلاء, ونسج من خيوط الشمس وشاحاً, زين به أكتاف المجد, وأختار بياض الوجه, يوم تسود وجوه وتبيض وجوه.

إنها نعمة توجَب علّيَ الشكر للباري, فأنا أبن من جاد بنفسه, وحمل العراق بقلبه, لست أبن مسؤول فاسد, حمل أموال, العراق بجيبه وحقائبه, فأورث أبنائه العار, فالفرق شاسع جداً, بين أرث تركه والدي, وأرث تركه مسؤول فاسد, لأبنائه وملئ بطونهم من أموال السحت, فشتان بين العار والإفتخار.
نعم فقد وسمت صدر والدي, جراحات تنزف مسكاً ,كجراح جون في أرض الطفوف, ووقف شامخاً كعابس, الذي لم يحنِ رأسه للسيوف, فأصبح أبي, أهزوجة نصر سترددها الأيام, سأمشي بين الناس, وأخبرهم عن صنيع والدي, فأجيب كل من يسألني "آني إبن المايدنك للرصاص... لو ردت تعرف شكول..... روح للتاريخ عني واسألة",

هذا ما قرأته في ,عيون أبن الشهيد البطل, حسن كاظم, من أبطال سرايا العقيدة, فقد وجدت في ,صورة أبن الشهيد, الصغير بعمره, الكبير بعنفوانه, صنيعاً لا يقل عن صنيع والده, فهو يقف قرب صورة والده ,يرفع شارات النصر, ولم ألمح في عينيه إنكسار اليتم, أو وهن يشعر به الفاقد, نعم هذا هو جيل, تربى على أمجاد الطف, فلن يكون عطائه, أقل من ذلك, السلام على شهداء العراق, وأبنائهم وعوائلهم, فهم جميعاً يكتبون تاريخ العراق الحديث, فيجودون بالنفس والولد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك