المقالات

كيف نفسر تهديدات الحكيم للمسؤولين؟!

1708 20:33:10 2014-10-07

ما أسهل بحث إستغلال المكاسب في موقع محوري هرمي، أو ثانوي بديل ظلّيْ؛ لكن الأصعب هو الإستطاعة على جعله حيوي تنموي مثمر، يُدير الأزمات لا يُدار بها، ينتصر للمواطن لا ينتصر عليه، يبحث في الخبايا ويلتفت للحقوق لا يلتف عليها، يتوقف ويُراجع لا يقف ويَتراجع، يَعرفْ ويَعترف لا ينكر ويتمادى ولا يُعرّف، يتملك الشجاعة والتحدي ويصارع الفساد، لا يتملك المؤسسة ولا يتمالك دنو النفس الى شهوات وغرائز وبريق كرسيها.
الإعتراف بالتقصير وجرأة إتخاذ القرارات، شجاعة تبدأ بالنفس والأقرب، لديه المشروع ولا يتنازل عن الثوابت، لأن التغيير يحتاج رجال لا يتسترون على عيوب كارثية تطيح بالوطن.

لا يوجد مجال للإستنزاف وقد يبست العروق، والحوادث تمطرنا بقوائم طويلة من الشهداء، ولا سبيل لعودة ماضي التعسف والإستفراد والدكتاتورية، وقفز المراحل وتفشي الإرهاب والفساد؛ إلاّ على أضلاعنا المحنية من نكبات الإرهاب والفساد، ونحن نقف في منتصف تقاطعات السياسة وأذناب الوحوش، مدننا يلتهمها الفقر والعوز ومخلفات البترول، وأخرى يفترسها الإرهاب، ولا يكفي التعويل على المواقف الخارجية، ولا مجال للتلاعب بالجماهير، بذريعة التقاطعات السياسية؛ وكل القوى شريكة في حكومة، ألزمت الكتل إختيار خيرة شخصياتها القيادية، لمجابة قوى شر تكالبت وهي تحمل أفكار مستنقع الرذيلة، وتخفي أصابع الجريمة تحت منديل الإسلام. 

السيد عمار الحكيم وعد سابقاً بالصبر لتحقيق النصر والإستعداد للمسؤولية، وفي خطبة صلاة العيد أشار بوضوح الى أنصاره، بأنهم يقفون في مقدمة القافلة، بعد تجرعهم شماتة الشامت وخذلان الناصر؛ وصدقية المشروع صنعت النصر ووضعتهم في قلب الوطن، وهذه مسؤولية عظيمة يدعو للمحافظة عليها بأدامة زخم العمل من شعار شعب لا نخدمه لا نستحق أن نمثله ولا نحمل أسمه أو راية مشروعه.

نجاح المشروع كما يعتقد الحكيم بدعم الأكفاء الناجحين أينما كانوا وتحت أيّ مسمى، والعمل بروح الفريق الواحد المنسجم، وعدم التوقف عن النقد الذاتي والتقّيم والتَقويم واليقضة، لأن سهو المسؤول بداية فشله وإنهياره، والتصحيح والنصح سواء في السلطة أو خارجها، لمواجهة التحديات الكبيرة لإستثمار الفرص الأكبر. 

لا توجد دولة فاشلة وإنما قد نجد إدارة فاشلة، والتغاضي إعطاء الشرعية والغطاء للفشل. الحكيم وجه رسالة واضحة الى مواقع المسؤولية العليا، لأن أعتاب البداية الجديدة لا تنجح إلاّ بالقفزات الى الأمام، وتجاوز السلبيات ودعم الإيجابيات والإنطلاق الى أمل جديد.
كتلة المواطن قدمت ثلاثة وزراء مخضرمين، لإستنفار إمكانياتهم وخبرتهم، لمشروع الدولة العصرية العادلة، وهذا نتاج جهود كبيرة وتضحيات، ولا يمكن أن يمرر من خلال الإنتهازيين من أجل شهوة كرسي وبريق سلطة ومنفعة وقتية زائلة، ورغم الثقة الكبيرة بتاريخهم الحافل بالعطاء، لكنه أكد سحب الشرعية والمحاسبة؛ إذا ثبت التقصير وإخلال بالمسؤولية الوطنية التاريخية.

أمنية طال إنتظارها ومسؤولية تاريخية على مَنْ يملك دور في العراق، بالوفاء لشعب صابر، وتجاوز المساحات الضيقة الى الحوار، والبحث عن حلول بسعة الوطن وصبره ومستقبل مشترك ينتظره.

تجربتنا السابقة مريرة حركها من لا يفقه السياسة، ويرتدي لثام الوطنية وحجاب الطائفية، ويعمل بالحزبية والمحسوبية، وليعرف كل الساسة أن عملهم خدمة وطنية وليست مكاسب شخصية، وتحذيرات الحكيم تضع المسؤولين أمام الإختبار، حتى نعرف من يقف مع الإرهاب والتخريب والمفسدين، ومن يقف مع المواطن ووحدة العراق، ومن الشجاعة البداية من النفس والمقربين؛ حتى نستطيع الإنتصار لحقوق المواطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك