المقالات

عندما تختلف الرايات

1293 18:14:11 2014-10-07

إنطوت صفحةِ الدكتاتورية, الجاثمة على صَدرِ الضميرِ العربي, تُلقنهُ بقولها أُذكر القائد(هبل), وهو يلتقط أنفاسهُ الأخيرةَ, مردداً لا نريد(أحداٌ)يحكمنا؛ ما بقى منهم إلا شرذمةً من الملوك, الذين أشتروا بأموال الشعوب عقولهم.

الشعوب في تغير كتغير مناخها, تتحول مع تحول مناخها السياسي, تختلف آراؤها, تتبدل توجهاتها, تنحرف في بوصلةِ هدفها, تتبعثر أوراقها, تفقد السيطرةَ على قراراتها, تُسرَقُ منها الثقةَ, لإقتحامِ الساسةَ المقنعين منازل صدقهم؛ وتمرضُ عقيدتهم, لإنتقال داءِ الشكِ إلى قلوبهم.
لأن الطغاة على مرِّ العصور حاربوا الدين, لا لطغيانهم بل لخوفهم من تدين الشعوب, فتثور للإطاحة بعروشهم؛ وعند سقوط الطغاة, تبدأ الشعوب بالأصطفاف مع دينهم, علَّهُ يكون المنقذ لهم, ولم تصطفُ يوماً لإنقاذَه! كما أتوا سُرّاقَ الثقة مقنعينَ وجهَ الدين, بعدما أرتَدوا لباسَ ظلم الشعوب, يحملون تحتَ طياتهم خناجرَ الحقدِ الدفين.

أخطأت تلك الشعوب دينهم, وأختاروا من لا دينَ له, سوى المنصب والحزب, وائتمنتهُ الأصوات والأرواح, والأرض والأموال, آملين أن يرسم لهم إشراقةَ فجرٍ جديد, يَشِعُّ منهُ أملَ المستقبل البعيد, متيقنينَ بوجودِ أعداءِ النجاح؛ وعندما زرعوا لهم الألغام مع الورود في الطريق, لم يَجِدُ الناصر لهم, وإحتاروا بأعدائهم وأخطئوا, كما أخطئوا بدينهم, ولم يميزوا الصديقَ من العدو والقريب من الغريب.
مسكينةٌ تلك الشعوب التي فقدت عطرَ زهورها, بعد زراعتها في ربيع ثورتها, ولم تقطف سوى الإنفجارات التي حرقت زرع شبابها؛ ولم تجد إطروحةً تحقق لها العدالةَ والمساواة, لأنها سئمت أولئكَ المتأسلمين الذين أنتجوا لهم في معامل الحقد الطائفي, وحوشاً من أدواتٍ غربيةَ الصنع, وتم التجميع لها في دولةِ الحَجِّ المصدرة, خُتِمت بماركةِ الرايةِ السوداءِ ألا إسلامية, لتفجير الإسلام والمسلمين. ألآن وقد أنكشف الغطاءَ لهم, وأُسقطت الأقنعةُ بوضوحِ المواقف؛ وكلٌّ إصطفَّ بعقيدتهِ, بعدما جُرِّبَ الصالِحُ من الطالِح, وأُزيحَ غُبارَ الزيف عن وجهِ الحقيقة, وقد أشرقت الشمسُ التي طالما أرادت الغيوم, أن تحجب نورها كي لا يستضئَ العالم به.

متى تنتفض الشعوب على تأريخها, وتربطهُ بحاضرِها حتى تضمن مستقبلها, وتميِّز حينها (الوهابيةُ والسلفيةُ, والأخوان المسلمين, وجبهةِ النصرةُ وأنصار الإسلام, والقاعدةُ وداعش, وغيرها) في معسكر؛ و(المقاومةِ الإسلاميةِ في لبنان, والحوثيين في اليمن, وجميع السرايا المجاهدة والفصائل المسلحة, والحشد الشعبي في العراق) في معسكر آخَر, وكلٌّ أخرج منَ التأريخِ رايته.

إن أرادت الشعوب الإستنقاذ بالدين, عليها أن تختار الرايةِ الأهدى, للدفاعِ عن دينهم, ليصونَ شرفهم ودمائهم, حتى لا يُقتَلوا بفقهِ علماءِ الملوك والحكام, وَيُهدَوا من طاغوت إلى طاغوت.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك