سؤالٌ تبادر إلى ذهني: ماذا لو اُعطي الأحمق سكيناً؟ كيف سيستخدمها؟!
جاء في معجم المعاني، أن معنى كلمة(حماقة) هو: قِلَّة العَقْلِ وَالشَّطَطِ فِي التَّفْكِيرِ؛ ومن منا لم يمر في حياته بعض الحمقى؛ أردت أن أروح عن القراء وخصوصا المدمنين منهم على القراءة الجادة، أروح عنهم بعض ما يعانونه من سأم إثر الإكثار من المطالعة في ضروب المقالات السياسية.
لأخذ العبرة ولمزيدٍ من المعرفة؛ ولذا فسنعرض بعض القصص التي توصلنا الى المراد:
حضر بعض حكماء الهند مع وزير ملكهم وكان الوزير ركيكا، فقال للحكيم: ما العلم الأكبر؟ قال (الحكيم): الطب. قال: فإني أعرف من الطب أكثره. قال (الحكيم): فما دواء المبرسم (المصاب بالتهاب في الحجاب الحاجز) أيها الوزير؟ قال: دواؤه الموت حتى تقل حرارة صدره، ثم يعالج بالأدوية الباردة ليعود حيا. قال: ومن يحييه بعد الموت؟، قال: هذا علم آخر، وجد في كتاب النجوم ولم أنظر في شيء منه إلا في باب الحياة، فإني وجدت في كتاب النجوم أن الحياة للإنسان خير من الموت. فقال الحكيم: أيها الوزير الموت على كل حال خير للجاهل من الحياة.
هذه من الحكايات والقصص القديمة، ولنا حكاياتنا وقصصنا أيضاً؛ قبل عدة أيام أخبرني صديقي(م) الذي يعمل في دائرة مهمة من دوائر الدولة، أنه عندما عَلِمَ أن دائرته بحاجة لبعض الأشخاص لتعينهم كموظفين في دائرتهم؛ أخبر(م) أبن عمه(ف) بالموضوع، وقال له: إجلب مستمسكاتك القانونية وشهاداتك التخصصية وتعال في الموعد المحدد، سوف تكون هناك مقابلة، وسيكون أحد أعضاء اللجنة أحد أصدقائي(س)، ولا ترتبك لأنك مستوفي للشروط وسوف يساعدك؛ حضر(ف) في الموعد المحدد وتمت مقابلته.
قبل أن يخرج إلتفت إلى أعضاء اللجنة وسألهم: من منكم (س)، فأجابه(س): نعم أنا، فقال له: أنا ابن عم (م)، فقال(س): أهلا وسهلا، كيف حاله؟، قال(ف): بخير, أُريد أن أتحدث معك على إنفراد، فقام له(س) وقال: تفضل، قال(ف): إن لي صديقاً يريد التعيين أيضاً، ولذلك قال لي أن أسألكم: كم ورقة(فئة مائة دولار) تأخذون من أجل تعيينه؟، فما كان من(س) إلا أن يعطيه ملفه ويطرده.
لقد ضحكتُ كثيراً على صديقي(م)، حيث أن أصحابه بدئوا يشكون بنزاهته بسبب تصرف إبن عمه الأحمق، ولكنه حمد الله وشكره أنهم طردوه ولم يعينوه.
نستطيع الأن أن نجيب على السؤال أعلاه: بأن الأحمق سيستخدم السكين في القتل، ولذا فمن أعطى لأحمقَ سكيناً فقد شاركه في القتل .
https://telegram.me/buratha