كلمة أطلقتها حناجر العراقيين والتي تشيد بعرى الإخوة والعيش المشترك بين جميع طوائف الشعب العراقي المتآخية على أرض وطنهم العراق منذ أقدم العصور .
أن أغنية ( هربجي ) وهي مفردة كردية خالصة تعني ( تعيش ) بالعربية ، والتي نريدها أن تزيد من وحدة التلاحم ما بين مكونات الشعب العراقي المتآخية . فقد وجدت صداها آنذاك تلك الأغنية للفنان العراقي الكردي المرحوم أحمد خليل ، واعتبرت متنفساً للتعبير عن الفرحة والبهجة في نفوس العرب والأكراد والتركمان والأقليات المتآخية العراقية الأخرى التي تُكون نسيج المجتمع العراقي ، حيث وجد الشعب العراقي ضالته في تلك الأغنية وفي تلك الفترة الملتهبة والساخنة بأحداثها .
ما أحوجنا اليوم لتذكير بهذه الأغنية وبعمق العلاقة الثابتة بين مكونات وأبناء الشعب العراقي ، تلك الكلمة النابعة من قلب كبير ليزرع الود والمحبة والألفة في قلوب العراقيين جميعاً ومن مختلف القوميات والأديان والمذاهب والطبقات الاجتماعية ، فأننا مدعوين الآن لنغنى معاً وبصوت واحد لنطرد بتلك الكلمة الرائعة شبح الطائفية والعنصرية المقيتة ونزرع الود والمحبة في عراقنا الجديد. ولنزرع معا بذور الديمقراطية التي تزهر فيها ثمار الإخوة والتآخي . هربجي كرد وعرب وتركمان ويزيديين ومسيحيين ومسلمين سنة وشيعه رمز العراق الكبير .
وبعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة السيد حيدر ألعبادي والتي ضمت جميع مكونات الشعب العراقي ، فقد نالت المقبولية من المرجعية الدينية والمكونات السياسية ماعدا المتشبثين بالكرسي ، ونالت التأييد الدولي والإقليمي ، مما أدى إلى رفع الحصار على العراق الذي فرض نتيجة سوء سياسة الحكومة السابقة والتي تعرف بحكومة الأزمات على الصعيد الداخلي والخارجي . فقد بدأ التحالف الدولي والإقليمي ضرباته الجوية على جرذان داعش التي استولت على بعض المدن العراقية بالتعاون مع حكومة ألعبادي لاستعادة هيبة الدولة العراقية على تلك المدن وإرجاع المشردين من أبناء الشعب العراقي إلى ديارهم .
أن الاصطفاف خلف حكومة ألعبادي هو بمثابة تعزيز إلى الوحدة الوطنية بين مكونات وطوائف الشعب العراقي ، وبين الكتل السياسية ،لان أمل الشعب العراقي هو بهذه الحكومة التي يتمنى أن تقوده إلى بر الأمان لتقضي على جرذان داعش وأعوانه ، وتحارب الفساد والمفسدين الذين عبثوا في مقدرات الدولة العراقية ، وتستطيع إن تستبدل المسئول الفاشل بأخر قادر على النهوض بمسؤولياته .
أن فشل حكومة ألعبادي من مسؤولية الجميع ، وان إصلاح الخراب وترميمه من مسؤولية الجميع أيضا ، وكل ما نحتاجه هو الرشاد في الحكم الذي يتطلب لملمة شتات الوطن وأهله على مختلف مكوناته ، تضع لها قاعدة التعايش وأساسها المشتركات الكثيرة التي بينهم ، لنجعلهم يغنوا أغنية ( هربجي ) لحكومة ألعبادي التي سوف تصبح رمز وحدة العراقيين . لا أن يطلقها الشعب على عدم الانضباط والهوسة والانفلات ، حيث كنا نسمع تلك الكلمة تتداول بين الجنود أيام الحروب في الوحدات العسكرية عندما يراد نقل الوحدة إلى جبهات القتال الأمامية ،فأن اغلب الجنود تهرب عند سماعهم تلك الكلمة ، فكشفت القيادات العسكرية إن هذه الكلمة خطيرة جداً ، تعني الانفلات وعدم الانضباط وتؤدي إلى دمار الوحدة ، لذا لا نتمنى إن تتداول كلمة هربجي في حكومة ألعبادي كما تداولت من قبل في الوحدات العسكرية حتى لا تصاب بالشلل التام .
https://telegram.me/buratha