قال علي بن أبي طالب عليه السلام: أعجز الناس, من عجز عن إصلاح نفسه. قد يستغرب كثيرا مما أطرح من حديث, إلا أني لا أقول سوى ما يمليه علي منطق ألعقل, فمن لم يستطع إصلاح نفسه أولاً, لا يمكن أن ينجح في تغيير حاله, فكيف إذا كان يريد أن يغير أمة؟ لا سيما أن سيد البلغاء قد قال: أيها الناس تولوا من أنفسكم تأديبها, واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها.
هكذا تتم ألنصيحة من أجل ألتغيير, نحو طريق ألنجاح والتطور في كل مناحي الحياة, فلا يمكن لمُصلح أن يغير من مساره, ما لم يبدأ بنفسه.
نحن شعب أبتلينا بالتأرجح ما بين التأريخ الماضي, والحاضر المر حيث التقوقع من بعض قادتنا, فهم ينشدون مُجاراة الأحداث, ليَجٍدوا ما يَشُدُّهم إلى قعر التأريخ, إما جهلاً بما يحصل حولهم, أو إنه تعصب أعمى لما في أنفسهم, من هذه الابتلاءات ألتبعية للإمبراطوريات قديماً, والاحتلال من الدول الكبرى حديثاً, وما بين ذلك نجد المظلومية, لما يقارب قرن ونصف القرن, حيث حُكِمَتْ الأغلبية من قبل الأقَلية, فهل أصبح ساستنا الذين يمثلون المكون الأكبر, متمكنين من الحكم؟ مع تناسي ولا أقول نسيان الماضي ألذي تم دفنه في مقابر ألتأريخ.
لقد استفاد ألعدو القديم ألمُتجدد, من تقوقع بعض ألساسة, فقام بعملية ألانقضاض على مشروع ألتغيير, حيث قام ومن خلال إجتياحه, لمدينة ألموصل بتأريخ10/6, كي يعيد عجلة التأريخ, لنقطة الصفر عام 2003, ليتم إعادة جيش الإحتلال للعراق, فيصبح لديه ألمسوغ, للدفاع عن ألوطن والدين, وبدلاً من أن يُبعثَ ألتغيير, يجري إخراج ما تم دفنه, بمزابل التأريخ.
نَحْنُ ننشد ألتغيير, بينما نعمل على ألتشبث والتراجع, جهلاً من بعض آلساسة, بأن لكل مرحلة ما يلائمها, ومما يلائم ألتغيير, زرع الثقة بأنفسنا, إضافة للنأي عن التشكيك بالغير, وهذا ما لا يملكه بعض الساسة, فتهنا ما بين حب التغيير, وعبادة الأشخاص حيث أن أربعة عقود, قادرة على تطبيع الأغلبية. المصيبة عندنا إننا نعيش ما بين جذب, لنعيش حاضرنا وشد في مدافن التأريخ, يعود بنا الى الفشل, مع قوة ثالثة هي تعود بعضنا, على ألتقوقع في الماضي ألقريب. كوننا لا نعرف من بناء ألبُنيَة, إلا ما تم هدمه من بنايات وطُرق, ناسين أن المقصود هو تهديم داخل نفوسنا, فنحن أسفاً أقول: نجهل أن التغيير للبناء, يبدأ بتغيير النفس لبناء الأوطان, ومصير من لا يرغب بالتغيير ألفَناء.
مع التحية
https://telegram.me/buratha