المقالات

مستقبل العراقيين في زمن المهرجين

1556 22:39:50 2014-09-28

ما زالت المعادلة الدنيوية مغلوطة, منذ أول يوم نزل فيه آدم وحواء الى الأرض, بعد أن تسبب الشيطان, عليه لعائن الخلق أجمعين, بخروجهما من الجنة, الى يومنا هذا, فكانت بداية الحياة, بالنسبة لأبناء آدم خطيئة أورثت الندم, عندما قتل قابيل, أخاه هابيل وعجز عن دفنه, فكان معلمه في ذلك غراب عابر, أعطاه درساً ليدرك أن عقله عجز أن يجاري عقل الحيوان, فكان الألم والحسرة والإحساس بالعجز, جزاؤه في الدنيا وعذاب الآخرة أعظم من ذلك بكثير.

رغم ذلك كله لم, يتعظ أبناء آدم مما وقع فيه قابيل, فكانت الرسل تترى واحداً تلو الآخر, 124 ألف نبي, بُعثوا لتصحيح المعادلة, فنالوا نصيبهم, من القتل والتنكيل والأذى, وما زلنا نتنظر تصحيح المعادلة. نعم فما زال يزيد يجلس في قصره, يحتسي الخمر ليلاً ويصلي في الناس نهاراً, لأنه خليفة المسلمين! رغم أنه قتل أبن بنت خاتم الرسل, ( عليه وعلى أله أفضل الصلاة وأتم التسليم), ووضع رأسه في طشت من ذهب, وراح ينكت ثناياه, بالعصا أمام الحاضرين في المجلس, وشتم عقيلة الطالبيين ( عليها السلام), ومَجد مرجانة صاحبة التاريخ المعروف! ورغم ذلك كله , يبقى في نظر دعاة الإسلام خليفة! هنيئاً لكم خليفتكم الفاسق أيها الأغبياء.

التاريخ يعيد نفسه, في كل يوم بل في كل لحظة, إلى اليوم تخرس الأفواه, وتصم الأذان, فلا يُسمع إلا رنين الذهب, في شوارع الكوفة, ليكون ثمنا لرأس سيد شباب أهل الجنة, بعد أن سحبوا جثة سفيره ,وإبن عمه في أزقة الكوفة, في أيام العيد. 
مازال دعاة الفضيلة, ممن يرتدون ثياب التقى, لا يتورعون عن الإنحناء للمومسات فيهرعون للملمة, أطراف ثيابهن, حتى لا يمسها التراب, ويبصقون بوجه كل عفيفة عقاباً لها على عفتها, بعد أن أدوا أدوارهم ,ببراعة أمام سذج صدعوا, رؤوسهم بالحديث عن الفضائل, والإصلاح والشعارات الرنانة, لتسقط أقنعتهم المزيفة, وتظهر وجوه تفوق في البشاعة, والقبح وجوه المسوخ.

واهم من يعتقد أن زمن الأصنام ولى, ففي كل يوم يصنع الناس ألف صنم وصنم, ليقعوا لها ساجدين, هاهم ينتخبون المسؤول, فيهرع حمايته لأزاحتهم عن طريقه, بعد أن صفقوا له طويلا, وكأن لسان حاله يقول, صفقوا وصفقوا وصفقوا, ثم أنحنوا كي تسحقوا!
لتحل اللعنات على كل أفاق كاذب, يهتف بشعارات زائفة نهاراً, ويناقض نفسه ليلاً, اللعنة على السياسة, وأشباه الساسة, وعلى أصحاب المناصب والكراسي, من المهرجين ذوي الوجوه الملونة, والضمائر المتسخة, والنفوس المريضة, اللعنة على مشاريع الإصلاح التي ترفع شعارات, في مقدمتها خدمة الفقراء, بينما تسخر لصالح نكرات, يستعبدون الفقراء, اللعنة على دعاة الحق الزائفين, الذين يناصرون الباطل, وينصفون الظالم على حساب المظلوم.

إنه سيرك كبير, يصبح فيه الجلاد ضحية, والفاسق خليفة, وشارب الخمر أميرا ً للمؤمنين, وأبن بنت النبي (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) خارجي, والمقتول ظلماً مجرم وقع عليه القصاص, بينما القاتل صاحب حق! والعفيفة ترشق بالحجارة, بينما وريثة مرجانة ينحني, لها الجميع إجلالاً وإحتراماً, إنه سيرك يؤدي فيه كل , مهرج دوره ببراعة, أقطعوا تذاكركم وأحجزوا, أماكنكم فالعرض مازال مستمراً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك