لقد تخلصنا بأعجوبة من طاغية العصر ، وكان النصر من الله ، وبفضل دماء الشهداء ، وبدل أن نتوحد لبناء بلدنا ، أصبحنا فرقاً متنازعة ، وكل فرقة يسعى زعيمها أن يكون (هدام ) ثاني بأي ثمن . وبعد تسع سنوات عجاف ، جاء الحل على يد المرجعية الدينية العليا ، حيث أمرتنا بالتغيير ، وعدم انتخاب من ثبت فساده ، فزاد عناد المتشبثين بالكرسي ، وخالف أغلبية جماعة المالكي أرادة المرجعية الدينية ، فمنهم من أنتخب الفاسد ، وكثير منهم لم يغيروا ، بل انتخبوا نفس الوجوه التي لم تجلب الخير لهذا البلد ، فسلط عليهم شرار أهل الأرض من جرذان داعش ، وأتى على الأخضر واليابس ، فلم ينقذنا جبروتهم وأسلحتهم ، بل فروا من سوحي المعارك ، تاركين أبناء شعبنا لينهشوا بهم جرذان داعش ، فكانت مجزرة سبايكر عار بوجه مختار العصر . فانطلقت فتوى المرجعية الدينية التي أيقظت الرجال ورفعت راية الحسين عليه السلام من جديد ، أنها فتوى الجهاد الكفائي التي أنقذت البلاد من سقوط بأيدي داعش .
لقد لبى نداء المرجعية الدينية رجال وشباب امنوا بالنصر أو الشهادة ، ولم ينظروا إلى الأموال أو مغريات الدنيا أو المناصب ، أنهم رجال أخر الزمان ، أحفاد الكرار ، وبقايا أصحاب الحسين ، هم من أوقفوا زحف داعش ، وكادوا أن يهلكوهم عن أخرهم لولا تدخل المنافقين والخونة ، فعملوا على نقص المئونة من أكل ومشرب وعتاد ، وعدم صرف مستحقاتهم ، وكشف خططهم ومواقعه لداعش من قبل القادة الخونة ، ومع ذلك بقوا صامدين ، وعندما بدأت الإصلاحات والبناء الجديد، أجتمع كل المنافقين والخونة بخطة جديدة، الاعتصام لتغيير الحكومة الحالية بحجة إصلاح الأوضاع ودعم الجيش!!! فحكومة عمرها شهر واحد، تطالب بإصلاح خراب 9 سنوات بين ليلة وضحاها!! أنها كلمة حق يراد بها باطل، فالهدف الحقيقي إشاعة الفوضى داخل المدن، لقطع الإمدادات نهائيا عن الجيش والحشد الشعبي خدمة لداعش لهدف دنيء أو لآخر أكثر دناءة هو عودة البعث من جديد .
أن العهد الذي قطعه أهل العراق للأمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) عند تأسيسه لأعدل دولة على وجه الأرض في الكوفة، ونص العهد أن يناصروه، تمهيداً لإقامة دولة العدل الإلهي، و تنفيذاً لأمره تعالى في كتبه السماوية وعلى لسان حبيبه وخاتم أنبيائه محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) مقابل ذلك سينعمون بالرخاء والأمان، وبعكسه سيبلون بالمصائب من مرض وفقر،وسيولى عليهم شرارهم.
وأمتد العهد بعد الأمام علي عليه السلام إلى أئمة آل البيت (عليهم السلام)، ومن ثم وكلاء الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) من مراجعنا العظام، وفي كل مرة يطول الأمد على أهل العراق وينسون العهد، ويناصرون أعداء آل البيت بعلم أو بدون علم، ويندمون عندما تحيط بهم المصائب والكوارث،(( كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص ))
ونحن نعيش نهاية الزمان، وبحاجة أن نعتصم بالله تعالى ومرجعيتنا الرشيدة لنحتمي من فتن آخر العصر، ما زال غالبيتنا يكابر، ويظن أنه يستطيع أن يعتصم بجبل من غضب الله تعالى، فيسعى للحلول الدنيوية ،وينسى الاستعانة بالله تعالى، وأخذ المشورة من أولي الأمر.
أن كل من سيشارك في اعتصام 30/9 عالما بأهدافه الحقيقية أو جاهلا لها، عليه أن يعلم أنه بمشاركته خالف أمر المرجعية وخان دماء الشهداء.
https://telegram.me/buratha