مَنْ أراد به ربُهُ خيراً نصرهُ ولو بعدَ حين، ومَنْ أرادَ بهِ رَبُهُ سوءاً جعل عاقبته السوء ، والفضيحة والخسران، وهذا مانراه دائماً مع المنافقين، الذين يفضح الربُ نواياهم الخبيثة، وإن طال بهم الأمد ... الإخوان في مصر، كان اصطيادهم سهلاً جداً، فتم الإيقاع بهم في عامٍ واحد فقط!؛ عام واحد كشف عن سذاجتهم في إدارة الحكم، وحمقهم السياسي المعلن، ونفاقهم المفضوح سلفاً، ولكنه تجلى هذه المرة أمام مرأى ومسمع الشعب المصري الواعي والمثقف.
أبان فترة حكومة (مبارك)، كان يوجد تعاطف من بعض المصريين مع الأخوان، حيث حاول الإخوان بل إستطاعوا أن يؤثروا على الإعلام، في إظهارهم بصورة المظلوم والمضطهد، وفي نفس الوقت أظهرهم الإعلام إنهم أصحاب تسامح ودعاة سلام!...
وعى الشعب المصري خطورتهم، التي بانت كرابعة الشمس في النهار، بعد تسلم الأخوان السلطة، ومَثلهم في ذلك مثل من قال مخاطباً القرآن بعد تسلمه الخلافة(هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ)، فخسروا دينهم وربهم، فاطاح بهم المصريون، وأفقدوهم سلطانهم، فهاموا على وجههم كمن (خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)، وتم حظرهم ومنعهم من المشاركة السياسية مستقبلاً...
في العراق لدينا حزب إخواني أيضاً، لكنه شيعي، ظهر بادئ الأمر على أنه حركة تثقيفية، تريد تثقيف الشباب المسلم، وتطلعه على تعاليم دينه السمحة؛ قُتل أغلب أفراد هذه الحركة إختيالاً أو إعداماً، مع من يدعون أنه زعيمهم الروحي المفكر الكبير السيد محمد باقر الصدر(رض)، الذي كان فقيهاً لكل الشيعة وليس حكراً لهم، حدث ذلك أواخر عقد السبعينات وبداية عقد الثمانينيات، حين هرب أخرون لم يقاموا ولم يدخلوا سجناً، ولم يذكر لهم موقف مشرف على حد قول كبيرهم، هربوا الى لندن وحملوا جنسيتها، وإلى سوريا حاضنة حزب البعث الأولى، الذي يدعون أنهم حاربوه فكراً ومنهجاً، فأخذوا يستلمون رواتبهم من قيادته القومية!... أليس هذا هو النفاقُ بعينه؟!
جعلوا من حركتهم التثقيفية حركة سياسية، لم يكن العراقيون يعرفون عنها شئ سوى الأسم، من خلال ما روجته لهم حكومة البعث، بأن يطلقوا على كل متدين تهمة الأنتساب الى حزب الدعوة، بعد هذا فأننا لا نستغرب من إعادة أغلب البعثيين للسلطة رداً للجميل!
فعل هؤلاء الإخوان العراقيون بعد تسلمهم السلطة، كما فعل إخوان مصر، نسوا دينهم ولم يبق منه الا الكلمات، فأما القصور فسكنوها، وأما الليالي الحمراء فأحيوها، وأما الخمرةَ فأباحوها، وأما الأموال فسرقوها، وأما الفقراء فإستعبدوها، واما الأرض فأحرقوها، واما الأبناء فقتلوها، وأما النساء فسبوها، هكذا فعلو ويفعلون ولكنهم لا زالوا للسلطة راكبوها!
فمتى يا أيها العراقيون تكونوا كإخوانكم في مصر، وسلطة هؤلاء الطغاة تسقطوها؟!
أرى أنه يجب حظر حزب الدعوة وبالأحرى ما تبقى منه كما الإخوان في مصر.
https://telegram.me/buratha