سئل الامام علي عليه السلام مايفسد أمر القوم (: قال ثلاثة وثلاثة : وضع الصغير مكان الكبير وضع الجاهل مكان العالم وضع التابع في القيادة . فويل للأمة مالها عند بخلائها وسيفها بيد جبنائها وصغارها ولاتها ) تكاثرت علينا المواجع والضربات واتسعت مساحات الحزن وعم النحيب واخذ الشك يراود اهالي الضحايا عن مجاز حدثت في سوح المعركة وارقام تثير الريبة والشك وتعالت المطالب الشرعية لمعرفة الحقيقية عن جنود تطوعوا لقتال الارهاب ودرء الخطر عن الوطن, بلا شك ان القتال في صفوف القوات المسلحة ضد العدو الخارجي تحت اي مسمى هو شرف وعز ورفعة ,
ولايخفي على الجميع ان النصر يحتاج الى تضحية من الدماء وصبر ودعاء الخيرين وعزيمة وتكاتف كل الجهود للانصهار بفوهة واحدة وموجهة صوب اعداء الدين والانسانية , الجيش مؤسسة تستمد قوتها من الضبط العسكري ولاتحتاج فيه المجاملات والتلكؤفي تنفيذ الواجبات وأي خطأ سوف يتسبب في نزيف دماء واثار سلبية على الوضع العام وفي جميع الجوانب لان الأمن عصب الحياة والعمود الفقري لكل الفعاليات , وما جرى في سبايكر من ضياع اكثر من الأف المقاتلين كان على القادة في الجيش ان يضعوا حدا للفشل وغلق ثقوب المؤامرة ومحاسبة المقصرين بقوة وبنفس حجم الخسارة كي لانعود مرة ثانية لنفس الانتكاسة ,
ولكن فوجئنا بفشل ذريع عن انقاذ مئات الجنود المحاصرين في منطقة الصقلاوية والسجر , ومن المعيب ان يضَلل الاعلام العراقي ببعض القادة الذين لايملكون الامانة في نقل المعلومة وهم يبعثون برسائل تطمينية على ان طيران الجيش وقوات مدعومة باحدث الاسلحة فكت الحصار عن الجنود في منطقة الصقلاوية والسجر ويقودها قائد عمليات الانبار حسب ما ورد في الاعلام , ووصفوا المعارك بانهم تجاوزوا جميع العبوات الناسفة وماوضع امامهم من براميل وقناني غاز مفخخة , وايضا الكلام للقيادة التي اعطت صورة ضبابية مليئة بالافتراء كما جاء نصا (أن القوات الأمنية حققت انتصارات من خلال توجيه ضربات دقيقة لمواقع (داعش) وتكبيده خسائر فادحة مؤكدة أن عملية فك الحصار قادها قائد عمليات الأنبار وكانت قوة من قيادة فرقة التدخل السريع الأولى مكونة من 400 ضابط وجندي خاضت مواجهات عنيفة مع عناصر تنظيم داعش في ناحية الصقلاوية شمال الفلوجة، لكن هذه القوات نفذت أسلحتها وحاصرها التنظيم في الناحية لمدة اربعة ايام)
لم تكن الاخبار دقيقة بل كانت مضلله كما جرى في سبايكر وبعد ايام ظهرت الحقيقة وتجلت مستجدات فرضت حكمها كواقع مادي عن تقصير بعض القيادات في الجيش وعدم سيطرتها على المواقع والجنود , والمشكلة ان الشعب ينتظر التحقيقات لمعرفة المقصر ونوع العقوبة بحق المسببين في ازهاق دماء افراد القوات المسلحة من الجيش وفقدان الأليات علاوة على سقوط محافظتين , واليوم يعيش الشعب العراقي مأساة وحزنا على ابناء قاتلوا العدو قتالا شرسا من خلال بعض اللقطات المسجلة التي تظهرها مواقع التواصل الاجتماعي وصمودهم لمدة اربعة ايام دون تسليم مواضعهم فهولاء يستحقون العون والتقدير والمؤازرة السريعة ,
ربما لم تكن في هذه المرة خيانة او تأمر على الجنود ولكن المشكلة هو اننا لم نشعر يوما خلال فترة تكوين الجيش الجديد عقوبات رادعة وحازمة بحق المتهاونين والمتجاوزين على القانون العسكري والذين تركوا مواضعهم في المواجهة ولايخلو الامر عن السيطرات والثكنات العسكرية التي ظهرت منها الخروقات الامنية المتكررة , لم تكن هذه النهاية للخروقات والتهاون والتأخر والتلكأ في الواجبات لعدم وجود قانون رادع بحق المخالفين لازلنا في دور المسامحة والمنسوبية وتدخل السياسيين ووضع الشخص غير مناسب في المكان المناسب اضافة الى انعدام الوحدة العسكرية بين الفرق والالوية وفضح الاسرار العسكرية وشرح الخطط واعطاء حجم الجنود المهامجمين ونوعية الاسلحة والتقدم في وضوح النهار اعطى للعدو امكانية في الصد والثبات واخذ الحيطة والحذر ودراسة كافة امكانية الصمود ,
هذه المرة أظهر الاعلام صوراً وجنودا ناجين من المجزرة تكلموا بصراحة وجرأة واتهموا قيادات بعد اتصالهم بها عن طريق جهاز النقال بالتخاذل وعدم نصرتهم وانقاذ الموقف في لحظتها , مما حد برئيس الوزراء ان يحجز بعض الألوية وقادات الفرق وهذا اجراء روتيني بسيط سينفذون منه جميعا كون الخطوات التي اتخذها رئيس الورزاء بوقف القصف على المناطق المدنية التي يتواجد بها داعش مما سهل للاخير ان يتحرك بحرية مستفيدا من ذلك القرار , انا متأكد ان هنالك مئات من الشهداء ستظل جثثهم على الارض ولايستطيع الجيش اخلائهم وستشهد الايام القادمة مجاملات وستندثر القضية كسابقاتها , مثل تلك الاجراءات ستضعف معنويات الجيش وسيسهل للمسؤولين في الوزارات الحكومية اتساع رقعة الفساد مستغلين سوء الوضع وانشغال الحكومة في معارك مصيرية
https://telegram.me/buratha