منذ أن تشكل المجلس الأعلى في الغربة، لمواجهة النظام المباد، كانت الخطوة اللاحقة تشكيل فيلق بدر، الذي هو تجسيد عملي، لمعارضة نظام لا يفهم إلا لغة القتل والقتال، ولا يتعامل بلغة الدبلوماسية والتفاوض والتفاهم، لذا لا معنى لمعارضته، بدون استخدام الأسلوب الذي يفهمه، ويتعامل معه، وهو مبدأ القوة، الذي لا تتحقق بدون جناح عسكري، لذا ولد بدر من ثلة من المجاهدين، ممن هاجروا أو هجروا، على يد ذاك النظام الدموي، ليتحول إلى فيلق، أذهل الجميع ببطولاته في المواجهة مع النظام.
بعد التغيير تحول هذا الفيلق إلى منظمة سياسية، من ضمن مكونات تيار شهيد المحراب، وتحولت إلى رقم في الساحة السياسية، حيث وصف عزيز العراق، هذا التحول في احد خطبة (أن منظمة بدر، وأمينها العام تحول إلى واحد من رموز العراق، في فترة قياسية).
نتيجة طبيعية لتطور المنظمة، واتساع عملها وجمهورها، ونتيجة لظروف داخلية، انفصلت منظمة بدر عن تيار شهيد المحراب، بشكل ودي، وبأتفاق الطرفين.
خاضت الانتخابات المحلية والبرلمانية، ضمن قائمة دولة القانون، لتحقق نجاح كبير في نتائج الانتخابات.
وتعود إلى ساحات القتال من جديد، بعد صدور فتوى الجهاد الكفائي، حيث خاضت معارك عنيفة مع الدواعش بقيادة أمينها العام، وشهد الشعب العراقي بكل أطيافه بطولات وصولات بدر، لتحقق صعود جماهيري كبير، والتفاف من كل الأطياف والمكونات العراقية.
عند انطلاق مفاوضات تشكيل الحكومة الجديد، وكنتيجة طبيعية كان لبدر استحقاق، يتناسب مع نتائجها في الانتخابات، الآمر الذي حاولت بعض مكونات التحالف الوطني الالتفاف عليه، من خلال الوقوف بوجه استلام أمين عام منظمة بدر وزارة الداخلية، كاستحقاق انتخابي وواقعي، وكانت الأعذار المقدمة لهذا الرفض، كلها واهية ثبت الواقع بطلانها، تارة وجود اعتراض أمريكي، وأخرى اعتراض من الشركاء، لكن تصريحات كلا الطرفين نفت هذا الآمر.
لكن التنافس السياسي، وصعود نجم منظمة بدر، من جديد في الساحة العراقية، والنجاح المؤكد لمنظمة بدر في وزارة الداخلية، بسبب الخبرة والجماهيرية، أرعب بعض مكونات التحالف الوطني، خاصة مع موقف منظمة بدر مع رؤية وطلب المرجعية بالتغيير.
وقف الائتلاف الوطني ممثلا بكتلتي المواطن والأحرار، موقف الحق والحقيقة، برفض أي مرشح من خارج منظمة بدر، الآمر الذي افشل التصويت على الوزراء الأمنيين، عندما تم عرضهما على مجلس النواب، مما أرعب حلفاء بدر الجدد، خوفا من تشكيل تحالف ثلاثي مع المواطن والأحرار، مما يعني فشل الصفقات والمساومات واتفاقات الأبواب المغلقة، التي كانت تعتاش عليها بعض مكونات التحالف، مستفيدة من قوة مكونات أخرى كبدر.
لذا عادت وعقدت اجتماع عاجل، نتج عنه الاتفاق على ترشيح السيد العامري لوزارة الداخلية..! والغرض معروف الوقوف بوجه توحيد موقف بدر مع المواطن والأحرار، وإلا لماذا رشح غير العامري بالأمس.؟ وما لذي تغير ليصبح العامري المرشح الوحيد..؟ الأكيد أن بدر اكبر من أن تخدع، لتكون طريق يمر من خلاله الفاشلين، للتحكم بمقدرات الأغلبية، وممثلها التحالف الوطني...
https://telegram.me/buratha