المقالات

من قتل حزب الدعوة؟!

1447 01:24:18 2014-09-17

يبدو أن المقارنة مجحفة جداً، بين خروج المالكي من المنصب وما سجله التاريخ لشخصيات تاريخية تركوا مناصبهم بالإستقالة، بعد قرائتهم مجريات الأحداث بواقعية، ولم يفعلها لأن الأمن وصل الى الإنهيار وتراجع الإقتصاد والفقر الى أدنى مستوياته، وأستشراء الفساد والمحسوبية لدرجة فقدان ثلث مساحة العراق، و15 مليار فساد إداري وبقدرها سوء إدارة وغيرها يفقد سنوياً.

إنشغل المالكي بتطوير مفهوم السلطة على حساب الدولة والحزب، وسعى للإستمرار بالحكم وليس تطوير حزب قادر على إحتضان القوى الأخرى.
واقعاً لم يطور المالكي حزب الدعوة اوالمناطق الشيعية الأخرى خلال تواجده بالسلطة، مندمجاً في تحالفات أشخاص وتفتيت التحالفات المقابلة، ولم يعمل على تطوير التنظيم والتنظير، وكسب المزيد من الشباب ومطارحة الأفكار التي تحكي تاريخاً من روايات المشانق والمواكب الجنائزية وسياط الجلادين، ومنافي تطارد حتى المصلين.

إعتقد ان التغلب هو مشروع السلطة وتحالفاتها ومنها الحصول على المناصرين، والمؤيدين والمستفيدين على مشروع الحزب، ترك البناء على قاعدة الحزبية وإعادة التنظيم وتلافي الأخطاء، ومصدرية الجماهير التي تقوى على الطغاة في منظار الدعوة، وعاش شيخوخة إعتماد دولة القانون على أصوات لا تنتمي الى ذلك الحزب العريق، حتى لم يصدق احد ان حزباً قهر نظريات الشيوعية والبعثية يتمثل بالأصوات العالية والتشنج، ولم يشابه اسلوب اتبعه المجلس الإعلى بالإنفتاح على الشباب ومشروع تجمع الأمل وإقامة المشاريع والأطروحات والخطاب الوسطي.
حزب الدعوة من حيث القيادات الأولى يشابه حركة الأخوان المسلمين وإشتقاقاتها من الحركة الأردوغانية، حيث تطورت الثانية، ولكن الأخوان سرعان ما انتهى دورهم وأسقطتهم التظاهرات المليونية بعد 85سنة تاريخ حزبي وحكم لسنة واحدة، بإبتعادهم عن المناهج المدنية والإجتماعية والفكرية والإقتصادية، وحكموا على انفسهم بالإعدام وإعتبار حركتهم محظورة وألقي في السجن معظم قادته، تلافى ذلك قادة الدعوة بالضغط على المالكي بالإبتعاد عن الساحة.

المالكي لم ينتهج منهج المجلس الأعلى والتيار الصدري في التقارب مع الجمهور وفتح مكاتب مناطقية، ولا مثل حزب الله الذي تبنى المقاومة ولا يتأثر بالحكومات، وأخطأ المالكي حينما تبنى سياسة التصعيد الذي بان وضوح فرقه الشاسع مع سياسة العبادي، الذي عاد للتحالف الوطني وإعتماد السياسة الهادئة، وبعد اسبوع من استلام حكومته غابت الكثير من الأصوات، وتوجه الشارع للهدوء وترقب الامل والتغيير الذي نشدته المرجعية..
المالكي أخطأ ولم يراجع إبعاد الحزب وتقريب المناصرين والعائلة، وإعتقد ان الزعامة تأتي من الفصيل الإنتخابي المؤيد؟! فحصلت كتلة الدعوة في دولة القانون تقريباً ما يساوي بدر ومستقلون، وخسر صقورالحزب وتفوق الأقارب؟!

التغيير جاء متأخراً بعد اصرار المالكي على عدم التنحي، لكن قبول حزب الدعوة لرأي المرجعية الصائب، ليكون العبادي اول رئيس يحصل على تأييد دولي منقطع النظير، ومساعدة العراق في معركته ضد الإرهاب.

المالكي لم يطور الحزب بالإمكانيات والصلاحيات التي استخدمها لإبراز شخصيات خارجه، ويتضح انه تنازل مرغماً وقد عبر في اعتراضه الضمني يوم امس بعد لقاء عدد من المحافظين، على خطوات العبادي في العمليات العسكرية، ونسي إنه لا يزال رئيس الحزب وقد حكم 8 سنوات ويعرف ان البرنامج الإنتخابي صوت له البرلمان، ورئاسة الجمهورية لا يحق لها الإعتراض، وما قالته المرجعية في تأييد الحكومة ولكن هنالك ملاحظات، فأعتقد انها على مناصب النواب الثلاث للرئيسين وكماليتها وبذخها، وتشبث المالكي بالسلطة هو من قتل حزب الدعوة، ولكن الدعاة تداركوا ذلك في الوقت الضائع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
خليل البصري / هولندا
2014-09-17
من يفسد البلد و يظلم أبنائه يهون عليه تدمير حزب مهما كان تاريخ و تضحيات هذا الحزب . تعسا لك يانوري و تعسا لعصابتك التي ساندتها وساندتك و حسرتي على دماء حزب الدعوة الطاهرة التي استغلها السفله أمثال نوري وعصابته و السلام عليكم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك