لقد دأب الشعب الذيقاري على سماع القرارات الصادرة من مجلس محافظة ذي قار على ضرورة تقديم أفضل الخدمة للمواطن من خلال تغيير المدراء العاميون الفاشلون والذين مضوا على تنصيبهم أكثر من أربع سنوات في مناصبهم دون أن يطوروا دوائرهم ويقدموا خدمة للمواطنين ، والهدف منها كما يدعي المسئول هو أن يعيش المواطن عيشة كريمة ، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك ، بل جاءت لإرضاء بعض الكتل السياسية المعارضة داخل مجلس المحافظة أو أوهام المواطن بأن الكابينة الحكومية في مجلس المحافظة تعمل على تحسين الإدارة في المحافظة بكفاءات جديدة .
لقد طالب المواطن الذيقاري مجلس المحافظة منذ توليه المسؤولية بقيادة المحافظة للدورة الحالية بتغيير المدراء الذين امضوا في مناصبهم أكثر من أربع سنوات ، وقد واعد المجلس المواطنين بذلك ، ولكن مر أكثر من سنة دون أن يُفعل المجلس وعوده التي اخذها على نفسه . فكل هذه السنين نلاحظ ونسمع الكل يتحدث وينتقد ويلقي اللوم على المدراء الفاشلون ، ولكن دون جدوى ولا وجود مصداقية في التصريحات الرنانة ، ونتساءل : هل هناك مخرج من هذا المشهد المتكرر ، أم إنها مسرحية فصلية تعاد كل ما يتبدل الممثلين وليس لها فصل أو مشهد أخير ، بل سيبقى العرض سارياً بدون جمهور ، مجرد كلمات تبرز على الساحة السياسية ثم تختفي مثلما يظهر البخار ويتلاشى سريعاً ، ويبقى المسئول يواصل نفس المنهج مادام هو المستفيد ، ولا يمكن أن يغيره رغم علمه بأن كل ما يحدث هو كذب في كذب .
فلو كان له ذرة من المصداقية ويحب أبناء محافظته وأنه جاء من أجل إسعادهم وتطوير محافظتهم وتقديم ما هو الأفضل لهم واختيار الرجل المناسب في المكان المناسب واكتشف عن عجزه ، فكان الأولى به أن يقدم استقالته من منصبه تضامنا مع أبناء محافظته الذين انتخبوه . ولكن أن النفاق والدجل أصبح مودة ، والكل أصبح له دراية بالمسئول قلباً وقالباً ، والظاهر أن أعضاء مجلس المحافظة هم فرحين ، فهم لا يحبون إلا أنفسهم ،، فكيف لهم أن يتضامنوا مع أبناء محافظتهم الذين يعانون الكثير من المشاكل وأهمها سوء الإدارة لأغلب مديريات المحافظة التي وزعت على مبدأ المحاصصة الحزبية منذ أكثر من تسع سنوات .
ومن كثرة الوعود الكاذبة أخذ بعض الناس يفكرون بلطمية الرادود الحسيني ملا باسم الكربلائي ( بس الوعود الكاذبة ... بالغدر عندهم موهبة ) وبعضهم تذكر أغنية الفنان الراحل رياض أحمد ( مجرد كلام ) والقسم الأخر تذكر أغنية الفنان الراحل فؤاد سالم ( حجيك مطر صيف ) والحقيقة أن الفلاح أكثر دراية بمطر الصيف فهو ينتظر بفارغ الصبر مطر الشتاء الذي ينمي الزرع وليس مطر الصيف الذي لا ينتفع منه . فأن أبناء ذي قار ينتظرون من مجلس المحافظة أن يكون قرارهم بتغيير المدراء الذين مضوا أكثر من أربع سنوات في مناصبهم بمطر الشتاء من أجل تطوير المحافظة وتقديم الخدمات التي تناسب مع ما قدمه أبناء المحافظة من تضحيات .
لو كان هناك رقيب أو عداد يسجل كل حرف يقوله هذا المسئول أو ذاك ويدفع مكانه فاتورة ، ما تحدث أو صرح أو ظهر في الإعلام وربما ينزوي في أحد الزوايا المظلمة لكي لا يراه أحد . فإلى متى تبقى الوعود الكاذبة التي لا تنفذ على أرض الواقع ؟!!! والى متى يبقى هذا الشعب المغلوب على أمره صابراً محتسباً ؟!!! والى متى يبقى يتحمل الصبر ؟!!! أعتقد أن للصبر حدود كما غنت أم كلثوم أغنية ( للصبر حدود ) وسيأتي اليوم الذي يتفجر به كما تتفجر البراكين دون موعد وتغير كل ما هو محيط بها ، لتأخذ شكلاً أخراً لم يكن في الحسبان .
https://telegram.me/buratha