رسائل واضحة قد تم ارسالها عبر وسائل الاعلام على ان لتركية دوراً بارز في ما يجري وتعاني منها المنطقة وخاصة فيما يمر بالعراق وسوريا وقد قُدمت وثائق دامغة تدين هذه الدولة الجارة بضلوعها في العديد من المؤامرات التي ذبحت الالاف من ابناء شعوبها كما ان هناك الكثير من الرسائل الشفوية قد وصلت الى المسؤولين الاتراك بضرورة التخلي عن هذه الاعمال الغير اخلاقية والتي تبتعد عن موروثنا الاسلامي والانساني وظاهراً ان الحكومة الجديدة سوف تستمر بنفس النهج في دورتها الحالية رغم انتقال السلطة وعلى المنهجية السابقة دون حسابات لمستقبل هذا البلد وفي اول خطوة عدائية اقدمت عليه بعد التصديق على الحكومة في البرلمان التركي هو الطلب من الحكومة الامريكية بعدم تجهيز العراق بالاسلحة خوفا من ان تقع بيد حزب العمل التركي (bkk) ورغم انضمامها للحلف الذي تبنته الادارة الامريكية بمشاركة عشرة دول وتركيا هو البلد الاسلامي الوحيد فيه من اجل العمل على الوقوف بوجه الارهاب إلا انها رفضت تقديم العون لهذا الحلف ومنها الاستفادة من قاعدة ( انجرليك)لضرب العصابات الارهابية...
ولتركية ادوار مختلفة في الشرق الاوسط والمنطقة منذ بداية اواسط القرن الماضي حيث دخلت في مشروع الدفاع المشترك عام 1950 وعضواً في حلف الشمال الاطلسي عام 1952 و في مشروع الحزام الشمالي عام 1953 ثم عضواً في حلف بغداد فلهذا تنظر الدول العربية لها بعين الريبة والشك لانها تخدم الاستراتيجية الغربية في الشرق الاوسط والمنطقة ولم تتطور العلاقات العربية التركية وظلت تراوح في مكانها وخاصة مع العراق إلا بعد عام 1975بعد الازمة التي نشأت اثر وقوف الغرب مع قبرص وكان العراق قد بدأء يلعب دوراً رئسياً ودب فيه نشاطاً محورياً في المنظمات العربية والدولية والاقليمية واقامة الدولتيين تعاوناً وثيقاً في كل المجالات ولغاية عام 1990 وكان نابعاً من التاريخ والجغرافية والتشابه الاجتماعي الذي يربط البلدين وقد انقطعت العلاقات بعد هذا التاريخ على ضوء قرارات مجلس الامن الدولي اثر تطبيق الحظر على العراق بعد احتلاله للكويت وظلت العلاقات حسب الحاجة وضمن تلك القرارات مع حاجة البلدين لبعضهما البعض بالنسبة للعراق من خلال موارد النهرين العظيمين دجلة والفرات التي تنبع 80%من مياهها من غرب الاراضي التركية وخط الانابيب النفطي (جيهان ) الى ميناء يومورتاليك لمساعدة في تصدير النفط العراقي عبر هذه الانابيب حتى عام 2003 حيث عادت تلك العلاقات الى الانفراج .
ولكن لم تستثمر تركيا مع الاسف حالة التغيير بشكل صحيح لخدمة البلدين واستغلت الظروف لضعف الحكومات المتعاقبة لصالحها مما زادات تعقيداً اثر خروجها من الاعراف والقوانين الدولية وتصرفت بشكل شاذ بعيداً عن القيم مع تلك القوانين التي عرفت الانهار المشتركة وتقسيم خيراتها وفق معايير تلك الاتفاقات كما ان الاتهامات الموجهة لهذا النظام والدولة الجارة من قبل الحكومة والشعب العراقي هو التدخل في الشؤون الداخلية وعدم التعامل مع الحكومة العراقية ككل وانما اخذت بانتقاء الاشخاص والكتل والاحزاب وحسب الرغبة وقد عملت انقرة على اقناع بعض الاحزاب الداخلية من الاخوة (الطائفة السنية) بالاتحاد والتعاون تحت لوائها بعد سقوط البعث وصدام وخاصة بعض الوجوه التي لازالت تلعب الدور المنفي في العملية السياسية العراقية وتضع العصي في عجلتها والتي اصبحت معروفةً للقاصي والداني . ويبدو ان العلاقة الثنائية قد ازدادت سوأ بالفعل مع وجود الكثير من المؤشرات على ان لتركيا دوراً مباشراً فيما يجري في سورية من دعم العصابات الارهابية وخاصة ( داعش ) التي هي نتاج الانقسام من القاعدة والنصرة والجيش الحروالمدعومة من حزب العدالة والتنمية الحاكم وتوجيهها نحو العراق والتجاوز على بعض المحافظات واغرقت تلك المدن بسيل من الدم والدمار والعبث بحضارات تلك المدن ولم تجهل انقرة ان الالاف من المقاتلين الذين ينتمون لهذه التنظيمات الجهادية المتطرفة التي تعبر من خلال الشريط الحدودي الممتد بين البلدين نحو العراق دون ان تتخذ موقفاً سليماً امام تلك العصابات واغماض عينها من دخول مرتزقة هذه التنظيمات في الداخل التركي وهم يصولون ويجولون في المدن والعاصمة التركية . مع احتضان مستشفياتها لمصابيهم. ولكن ثمة اعتبارات ربما ستؤثر في تحديد مدى امكانية استمرار الرئيس التركي اردوغان في تبين السياسة الحالية على ضوء المسارات المحتملة للازمة السورية وهي تسير باتجاه اخر لايتناسب على ما يبدو مع رغبات انقرة وفشل الرهان لاسقاط الرئيس الاسد وما تطرحه المعارضة التركية من دعم الحكومة للتنظيمات الارهابية وسوف لن تبقى دون ردود افعال .
وكما ان الانتصارات التي بدأت تتحقق من تظافر القوى داخل العراق وتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة السيد حيدر العبادي قد تجبرها على تغيير سياسياتها المغلوطة وتصحح مسارها قبل ان تهوى الى نفق مظلم وبعد ان انظم العالم اجمع لمساندة العراق وتقديم العون لمواجهة خطر هذه العصابات وفشل الاطماع الاردوغانية للعب اي دور لها في المنطقة ومنها ضغط الاتحاد الاوربي وكما طلب الرئيس الامريكي من خلال الخطاب الاستراتيجي بحث تركية والاردن والسعودية بالمساهمة في القضاء على هذه الشرذمة بعد ان احس العالم اجمع خطورة وجودها واطماعها وللسيطرة على جماحها الشريرة . اذن نحن مقبلون على مرحلة جديدة في تركيا التي بدات تعيش العزلة غير مسبوقة ومع اشتدادالازمات فيها سياسياً واقتصادياً وهي تعيش على صفيح من نار.
https://telegram.me/buratha