المقالات

حاجتنا لثقافة قبول الأخر

1157 04:07:03 2014-09-11

لازالت في المخيلة صورة ذلك المجرم الداعشي وهو يقوم بذبح شخص! ليس السبب سلوكا مشينا بدر منه , أو جريمة ارتكبها, لكن السبب حبه لأهل بيت النبوة ! هذا ما جعله هدفا لسفاحي العصر (الدواعش)! وقصص التفجيرات التي تتفاخر بها التنظيمات الوهابية !وتعتبرها طريقا للجنة (جنة خاصة بالقتلة)! فقط لأنهم يقتلون الموالين لإل بيت النبوة! حوادث عشر سنوات مؤلمة جدا, تنطلق من سعي أشباه البشر لجعل العراق أرضا للقتلة! والأغرب هناك من يؤيد أفعالهم الإجرامية! ويعتبرها من صميم الدين!
يمكن تعريف سياسة إلغاء الأخر بأنها السعي إلى حذف الأخر تماما, وهو منهج العدو غير العاقل, كان أسلوب التتار والمغول في الماضي! وقد اتبعه الغزاة الأوربيون مع السكان الأصليون لأمريكا ( الهنود الحمر )! وعمل به الصهاينة في فلسطين للسيطرة على الأرض! واليوم هو أسلوب الدواعش في العراق وسوريا! مجرم يعطي الراية لمجرم أخر, فقط تتغير العناوين, في سلوك يغيب عنه كل صفات البشر الأخلاقية, من كرم ونخوة وغيرة وحماية وشهامة, فالدواعش مجرد حيوانات مفترسة لا تفقه قولا.

إن المنهج الواجب التزامه, هو اعتبار كل الجماعات الإسلامية جماعة واحدة, مثل الأجزاء المتعددة لجسد واحد, لا يجوز حذف جزء, فان كان احد الأعضاء فاسدا أو به مرض, فالعلاج هو الموقف الأصح وليس الحذف.
العالم العربي بالخصوص مطالب اليوم إعلان البراءة من شيوخ القتل, وتجريم تنظيمات القتل والجريمة, فهي ليست حالة إسلامية, بل مجرد عصابات تمتهن القتل, وترفع الدين شعار لها لتفلت من العقوبة! وعصابات القتل ليست جزءا من الأمة الإسلامية, فسكوت الحكومات والمجتمعات العربية نوع من المشاركة! مع كل الجرائم التي تحصل اليوم. 
الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله ) كان خطابه للكفار بالنص ألقراني (( لكم دينكم ولي ديني )), احترام الإنسان كموجود بعيد عن معتقده وفكره, فالعقيدة ليست بالإكراه, والدين ليس بالإجبار والتهديد بالسيف, بل بالسلوك الحميد, والأخلاق الراقية, المسلمون في معركتهم الأولى بدر لم يذبحوا الأسرى, بل شرطوا من يعلم عشرة من المسلمين القراءة يطلق سراحه, لقد كانت القيم الأخلاقية هي الباعث للفعل الراقي, بخلاف كسوف القيم في حاضرنا .
اليوم الأهم السعي للتأسيس ثقافة احترام الأخر وقبوله, والبناء من الصفر, وان نضع برنامج على مستوى الوطن, هدفه ترسيخ ثقافة احترام الأخر, والتركيز على معرفة الحقوق والواجبات, كي نعيش كمجتمع أنساني, برنامج عملي يطبق وينتج. فقط نحتاج لإرادة حقيقية للإصلاح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك