المقالات

(2/3) الرسالة الثانية: الى رئيس الوزراء الجديد

1707 02:49:46 2014-09-10

احب ان اوجه اليك رسالتي هذه عسى ان تصلك، لا اطلب فيها شيء لنفسي بل ما اطلبه هو لشعبي وبلدي، وانا ناصح لك امين، اقول هذا لا تملقا لك، لاني مستغن عنك وليس لي حاجة او مصلحة شخصية منك، كما لس عداوة معك ولا مع غير، بل كما قلت اوجه رسالتي ليك من اجل بلدي وابناء جلدتي، متمنيا ان تسمع كلامي.
فاقول: اريد ان اضع بين يديك بعض النقاط عسى ان تنتفع بها:
1. ان الذي اوصلك الى هذا الكرسي هو هذا الشعب الجريح المظلوم من فقراء ومستضعفين، ولولاه ما كان هذا الكرسي وما كنت رئيسا للوزراء، فاياك ان تتنكر لهم.
2. ان هذا الموقع الذي وصلت اليك ليس مغنما او ملكا، بل هو مسؤولية وتكليف وخدمة عليك القيام بها، واعلم انك سوف تقف بين يدي الله الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا يحصيها عليك وتسأل عن كل شيء، فاعد لكل شيء جواب.
3. اعلم ان هناك شعب جريح يئن من المستضعفين والفقراء والمظلومين والمحرومين والمرضى والمشردين ينظر اليك ويترقبك، يترجى منك خدمة واخلاصا وصدقا ووفاء، فلا تنساه وكلما فرحت او تلذذت بشيء او تنعمت به فتذكر الفقراء والمحرومين، فلا يمكن ان تهنأ بنعيم وشعبك محروم.
4. اياك ثم اياك ان تغتر وان نجحت ببعض الامور، وكن متهما لنفسك ولا تزكيها ولا تمدح نفسك، ولا تسمح لاحد ان يمدحك، فانت اعرف بنفسك من الناس والله اعرف بنفسك منك، واعلم ان الناس ترى وتراقب، فاذا خدمتهم واديت الامانة فهم سوف يحبونك ويمدحونك، فلا حاجة لك بان تلمع صورتك، ولا تغتر بالدنيا واحذرها، فقد صرعت الكثير فلا تأمنها ولا تشرب من كأسها.
5. حذار ثم حذار ان تستخدم الطرق الملتوية في خداع الناس والرأي العام، من اعلام او مال او ابواق او رشوة بعنوان الهدية، او سلطة او قضاء او ما شاكل، لتغطية فشل او استمالة شعب او للدعاية الانتخابية، واعلم ان خير وسيلة للدعاية الانتخابية هي خدمتك لهذا الشعب والاخلاص له والصدق معه، فاذا رأى الشعب منك ذلك فلا يفرط بك، وبذلك لا تكون بحاجة الى تلك الاساليب لكسب ود الناس كما فعل من كان قبلك.
6. اعلم انه سوف يأتي اليوم الذي تفارق فيه هذا الكرسي، شئت ام ابيت، ولا تبني امرك على المكوث فيه، فغادره بحسن السيرة والعمل والخدمة لهذا الشعب، واترك لك سيرة حسنة يذكرك بها الناس بدلا من سبك ولعنك.
7. اعتبر بمن كان قبلك، وتجنب ما وقعوا فيه من اخطاء، ولا تكررها، فان ذلك خلاف الحكمة والكياسة.
8. احذر المداحين، وتجنب المتملقين، والوصوليين والمنتفعين والاهل والاقارب والعشيرة والحزب، ولا تغتر بمن (يهوس) فقد (هوسوا) لمن كان قبلك وسوف ( يهوسون) لمن سوف يأتي بعدك، واعلم ان مدحهم ليس حبا بك ولا لشخصك وانما لموقعك وطمعا في جاهك، ابعد الاهل والعشيرة والابناء ولا تعطهم شيء من المناصب، لانهم سوف يأمنوا العقاب فيسيؤا الادب، كما انك سوف تقع في ضيق وحرج ان فعلوا الخطأ، فلا تستطيع ان تعاقبهم فهم من حزبك او رحمك.
9. حذار من البطانة والمستشارين، فلا تقرب الاحمق فانه يريد ان ينفعك فيضرك، ولا الكذاب فانه يقرب عليك البعيد ويبعد القريب، ولا تقرب من يسمعك او يحرص ان يسمعك ما تحب فانه لن ينقلك لك الحقيقة، وعليك بالمخلصين والمؤمنين والصادقين واصحاب الاختصاص.
10. لا تقصي اخوانك من المؤمنين وشركائك، واستفد منهم في المشورة فمن شاور الرجال شاركهم في عقولهم، وما خاب من استشار، ولا تستبد برأيك فتهلك. كما انهم عون لك في الشدائد.
11. تجنب كثرة الكلام والثرثرة والظهور الكثير في الاعلام، فان الناس قد سئمت الكلام، وتريد الافعال، واجعل فعلك هو الناطق الرسمي عن لسانك، واياك ان تعد بما لا تقدر فتسقط من اعين الناس.
12. اجعل الله نصب عينيك واعلم انك لاقيه، وراقب نفسك فاجعل لك مع نفسك خلوة ولو خمسة دقائق كل يوم وليكن عند المساء، حاسبها وسترجع ما مر عليك خلال اليوم من اخطاء لتصلحها، ولا بأس بان تجعل لك شخصا مؤمنا مخلصا تقربه ينصحك ويراقبك، واعلم ان الانحراف والخطأ لا يحصل فجأة حتى تلتفت اليه، بل يحصل تدريجي وبشكل خفي وغير محسوس، واحيانا اخفى من النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، حتى تصل الى حد لا يمكنك العودة وعندها يفوت الاوان، فتكون طاغية وانت لا تشعر.
13. اجعل مصب اهتمامك على امرين، الاول الامن والقضاء على الاهاب، ابن جيشا قويا واهتم بالمؤسسة العسكرية وسلحها، واوقف نزيف الدم، فالى متى نبقى ننزف؟ والثاني: الفساد فانه لا يقل خطرا عن الارهاب بل هو اخطر.
14. حاول ان تسترجع العقول المهاجرة وتكرمها.
15. افتح قنوات لسماع صوت الشعب مباشرة، واستفد من وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي، وافتح دارا للمظالم.
16. الزم العدل ولا تحد عنه، فان دوام الدول بالعدل.
17. كن شجاعا ولا تخشى احدا في قول الحق او عمل الصواب، او الاعتذار او الاعتراف عن وبالخطأ.

18. ابتعد عن اثارة الازمات والمشاكل مع الخصوم، فان وضع الناس لا يحتمل والشعب مرهق فلا تجعل الشعب يدفع ثمن ازماتك او مشاكلك، او طموحاتك الشخصبة.
19. اعمل على بناء دولة المؤسسات لا دولة الاشخاص او الحزب الواحد، او قائد الضرورة، بل دولة مدنية عادلة حضارية متطورة، تحترم القانون، المواطن فيها هو السيد والمسؤول عبد خادم له، واعمل على فصل السلطات ولا تتدخل في القضاء.
20. تجنب اسلوب من كان قبلك، وابتعد عن استخدام نفس الالفاظ التي مجها الناس، من مكرمة القائد وبرعاية فلان، وامر فلان وتكرم فلان وسيادة فلان ودولة فلان، وامحوا الالقاب والتشريفات والالفاظ الرنانة من قاموسك، لا تستخدمها ولا تسمح لاحد بان يستخدمها، ولا تنشر صورك او تلمع صورتك، فالشعب اذا احبك فعل ذلك بنفسه، بلا ات تتجهم عناء ذاك.
21. لا تنسى انك من مدرسة علي (عليه السلام) مدرسة العدل والانسانية، مدرسة الفقراء والمحرومين، مدرسة العلم والحكمة، مدرسة العمل والجهاد، ولديك ارث ضخم في هذا المجال، فاستفد منه، ضع تحت وسادتك نهج البلاغة، وكلما اويت الى فراشك اقرأ منه شيء، اقرأ كتاب الله وما امر به من العدل والاحسان، وما توعد به الظالمين. ولا تتنكر لدينك ومذهبك.
22. اعلم انك تنتمي لحزب اسلامي، وانت تتصدى بعنوان الاسلام والمذهب فاي اساءة او خطإ او فشل سوف لا يقتصر عليك، بل سوف يتعدى الى المذهب والاسلام، شئت او ابيت، لان العالم ينظر اليك وكأنك رجل دين يحكم، فاذا فشلت حسب ذلك الفشل على الاسلام.
23. اياك ان تتواجه او تتعدى على الحوزات العلمية، واخذ بنصيحة المرجعية فهي خير ناصح وامين، واعمل بارشاداتها واستشرها، وانت تعلم انها لا تبخل بذلك وبلا مقابل.
24. اول الكهرباء والسكن والنظافة ثم النظافة الاهتمام، واعتن بالشباب وابن الجامعات والمكتبات ومراكز البحث والمختبرات والمؤسسات العلمية والعلوم والتكنلوجيا، واقض على البطالة.
25. احذر البعثية، فهؤلاء لا يقنعوا بشيء ولا يقر لهم قرار الا باستلام السلطة والرجوع، فاحذرهم، ولا تقربهم فهم كالافعى.
26. نحن نعلم بصعوبة المهمة وكثرة التحديات، لكن نقول: ان الناجح والفريد هو من ينجح في هكذا ظروف، فلا تتحجج بهذ الامور او بثقل التركة.
لدينا الكثير لنقوله، لكن ليس من الحكمة اطالة الكلام، نتمنى من الله العلي القدير ان يوفقكم لخدمة هذا الشعب المظلوم الجريح، وان يأخذ بايديكم لما فيه صلاح هذه الامة، انه نعم المولى ونعم النصير.
عباس المرياني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك