يمكن تشبيه الحكومة الجديدة بالقطار الذي يسحب عربات غير متشابهة ،بعضها ممتلئة وأخرى فارغة لاتعطي سوى صوت ارتطامها بالسكة ، فهناك وزراء عرفوا بحنكتهم الإدارية ونظافة اليد والعمل على ايجاد حلول لأزمات البلد ، الى جانب وزراء غير قادرين على قيادة انفسهم ، ناهيك عن فسادهم المتضخم ، وادوارهم في ضياع البلد والثرثرة بلا نفع .
حكومة تذكر العراقيين بالحكمة القائلة ؛ ليس كل ما يتمنى المرء يدركه ، حكومة تعطيك انطباعا بانها أقل سوءا مما سبقها ، فالسيد حيدرالعبادي طرح منهاجا ممتازا ويحمل حلولا عملية للكثير من أورام الوطن الخبيثة ، لكن الى اي مدى يستطيع رئيس الوزراء ان ينفذ هذا البرنامج ؟؟
اعتقد ان الأسبوع الذي حدده لنفسه في ترشيح وزيري الدفاع والداخلية سيكون أول اختبار لمصداقيته في العمل .
الشيء الإيجابي الآخر في هذه الحكومة هو التخلص من المالكي والشلة التي تهيمن على السلطة ومقدراتها التي جاءت بكل هذه الأزمات والموت والخراب للعراق منذ سنوات .
ليس امامنا سوى ان نتفائل ونحن نستمع لرئيس الوزراء الجديد يتحدث بلغة واقعية تقوم على تشخيص الأخطاء الكارثية ومفاصل العطب في الدولة العراقية المهشمة ، مع اقتراح حلول ممكنة ، بمعنى توفر الوعي بالأزمة والسعي لحلها ، وهذا ماكنا نفتقد له في ثماني سنوات سابقة عاشها الوطن في سلسلة متصلة من الأزمات والأكاذيب والموت والفشل والفساد والتراجع ..!!؟
انا شخصيا ورغم المؤاخذات العديدة التي اتحفظ عليها باختيار الوزراء ، لكني أبارك للسيد حيدر العبادي وطاقمه الوزاري الجديد ، وادعوه ان يبدأ بتنظيف المكان من مخلفات شلة الحكم السابقة ، والعمل على قطع اية مؤثرات لفترة أو أزلام المرحلة السابقة ، لأنهم سيعملوا على تشويش وافساد مشروعه في حكم وطني يسعى للخلاص .
قطار الحكومة مطالب ان يمر بمحطات الوجع والموت العراقي ،ويحمل لها الدواء ومصل الأحلام بأمكانية إعادة وطن لسياقه الطبيعي ..، هذا ماينبغي ان يدركه السيد العبادي ويشاهده بروح وعيون عراقية صافية .
سندعم الحكومة عبر اقلامنا واصواتنا وكل مانملك من قوة وحضور ، مقابل ان تلتزم الحكومة بالمنهج الوطني وتلتزم بالحريات والدستور وحقوق المواطن ، وتضع حدا للموت اليومي والظلم والحرمان الذي عاشه في عشر سنوات تعد الأصعب في تاريخه .
https://telegram.me/buratha