المقالات

الحرب على الارهاب..كلمة حق

1311 01:51:58 2014-09-09

دائماً ما نشمّ رائحة المؤامرة في قرارات الجامعية العربية، فهي لم تُجمِع أمرها على قرار ما الا اذا كان ضد إرادة الشعوب العربية ولصالح الحكام الظالمين.
وبمتابعة سريعة لقراراتها (التاريخية) سيتّضح لنا هذا المعنى بما لا يقبل الجدال.
كان هذا يوم ان كانت لكلّ دولة عربية رأيها، فما بالك اليوم وقد أمم نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية قراراتها بلا منازع؟. 
وعندما تحزم الجامعة اليوم أمرها لإعلان الحرب الشاملة، العسكرية والسياسية، على الارهاب وتقرر مساعدة العراق في حربه الشعواء على العصابات الإرهابية، من خلال سعيها لتفعيل معاهدات الدفاع العربي المشترك، فهذا يعني ان وراء الأكَمة ما وراءها.
ان القرار كلمةُ حقٍ لا جدال فيها، ولكنّ الذي يُراد منها هو الباطل.
صحيح ان قرار الجامعة إملاء من حلف الناتو، لان الولايات المتحدة الأميركية وحليفاتها الغربيّات لا تريد ان تتورط بوحل حرب جديدة لا في العراق ولا في غير العراق، فالإدارة الأميركية لا تريد ان تكرر تجربة حربها في العراق وقبله أفغانستان، ولذلك فهي تخطط لتغطّي (القوة) والمال العربي ساحة المعركة فيما تغطي طائراتها المسيّرة سماءها، بمعنى ان يُمسك العرب بالأرض وتُمسك هي بالسماء، هذا صحيح، ولكن:
عندما تحاول الجامعة احياء مبدأ الدفاع العربي المشترك، يعني انها، وربما بمشورة من الناتو، تفكّر في ارسال قوات (عربية) الى العراق مثلا، وهذا أمرٌ خطير يجب ان ينتبه اليه العراقيون بشكل جيد.
يجب ان نرفض اي قرار من هذا القبيل، لان مثل هذه القوات ستكون سببا في زيادة الفتن والاحتقان الطائفي، الا يكفي نظام القبيلة الفاسد الحاكم في دول الخليج، وخاصة الجزيرة العربية وقطر، ما صدّره لنا، وعلى مدى اكثر من عقد من الزمن، من حشود ضخمة من الدّوابّ التي تفجّر نفسها وسط الحشود المدنيّة البريئة بذريعة الدفاع عن (السنّة) ليبعثَ لنا اليوم قواته بمسميات قانونية برّاقة وجذابة؟.
اننا نرفض رفضا قاطعا ان يدنّس ايّ (جندي) عربي ارض العراق الطاهرة، كما رفضتا تدنيس الارهابيين لها من قبل وفي كلّ آن.
انّ (القوة) العربية غير مرحّب بها في العراق فهي عدوّة وليست صديقة بالمطلق، فقلبُها وسيفُها مع الارهابيين ضد العراقيين الذين لم يسمعوا لحد الان من أحدٍ منهم اي كلمة تعير عن تعاطفهم معهم ومع ضحاياهم.
لو ان الجامعة العربية جادّة بالفعل في مساعدة العراق في حربه على الارهاب، فانّ عليها ان تحيي مبدأ الدفاع العربي المشترك من خلال اتخاذ القرارات الملزمة التالية:
اولا؛ الطلب من المملكة العربية السعودية وقطر تحديدا لتحمّل نفقات الحرب على الارهاب في العراق، من خلال دفع فواتير السلاح الذي سيشتريه العراق، وكذلك دفع فواتير كل انواع المساعدة العسكرية واللوجستية التي تقدمها واشنطن وبقية دول حلف الناتو الى العراق.
ثانيا: تعويض أسر ضحايا الارهاب، وعلى رأسهم أسر ضحايا مجزرة قاعدة سبايكر، الذين استشهدوا بأموال البترودولار وبسبب التحريض الطائفي الذي تُنتجه فتاوى التكفير وقنوات الفتنة المدعومة من نظام القبيلة الفاسد.
ثالثا: التعاون مع العراق أمنيا واستخباراتياً، من خلال تسليمه خرائط وأسماء العصابات الإرهابية الناشطة في العراق لمساعدته على القضاء عليها باسرع وقت ممكن، فنظام القبيلة ادرى بشعاب هذه العصابات التي أنتجها في مدارسه، ففيها عشعشت وبيّضت وفقّست وفرّخت.
رابعا: لجم فقهاء التكفير ومنعهم من إصدار أيّة فتاوى طائفية جديدة تحرّض على العنف والقتل والإرهاب.
وبهذا الصدد، فانا استنكر وبشّدة فتوى كبيرهم التي صدرت بالامس والتي دعا فيها للتعبئة الى قتال الارهابيين اذا أعلنوا الحرب على المسلمين! فماذا يفعل الارهابيون اذن في العراق؟ اليست هي إشارة مبطنة على ان العراقيين، والمقصود بهم الشيعة والمسيحيين والايزدييّن والشبك وغيرهم، الذين اعلن الارهابيون الحرب الشعواء عليهم وضدّهم، غير معنيين بالفتوى، لان المسلم فيهم خارج عن الملّة والدين بحسب مفاهيمهم الطائفية!.
ثم يدعي نظام القبيلة انه يريد مساعدة العراق في حربه ضد الارهاب!!!.
بمثل هذه القرارات ستُثبت الجامعة العربية انها جادة وصادقة في مواقفها ازاء الارهاب، وانها تقول كلمة حق لا يراد بها باطل، فمثل هذه القرارات كفيلة بتفعيل مبدأ التضامن والدفاع العربي المشترك، اما اي شيء آخر فمرفوض جملة وتفصيلا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك