المقالات

" المرجعية الدينية عمود خيمة السياسة والمجتمع "

1314 19:08:08 2014-09-07

قد يعتقد البعض ان صمت المرجعية الرشيدة ضعفاً، وأن عدم تدخلها في بعض المواقف تردداً، أو خوفاً، أو لا سمح الله جهلاً، كما صرح بعض السياسين بذلك!!، إن الجهل كل الجهل يكمن في هذا الاعتقاد، الذي اثبت خطأه مراراً وتكراراً عبر موجات حقب التاريخ المتلاطمة ...
المرجعية الدينية هي إمتداد مشروع سماوي تجسد في شخص الرسول(ص) وأهل بيته الكرام، فكانت نبراساً مضيئاً، لأدارة أمور الدين والدنيا، متخذةً (اي المرجعية) سبيلاً حرجاً جداً، لايفهمه الا اولو الالباب، والخُلص من الانصار العقائديين ...
لجأ السياسيون بعد سقوط النظام المقبور عام 2003 وبكافة اطيافهم، من الاحزاب الاسلامية وغير الاسلامية، الى مكاتب المرجعية الدينية، في محاولة منهم لكسب الرأي العام العراقي، من خلال أظهار تواصلهم مع المرجعية، لأنهم يعلمون بأن المرجعية صاحبة الثقل الجماهيري الأكبر، وهم يعلمون أيضاً بأن المرجعية لن ترفض اي شئ فيه مصلحة البلاد والعباد ... 

كان السياسيون يظنون كما ظن اسلافهم من بنوا العباس، بأن المرجعية الدينية ستساهم في وصولهم الى مآربهم الدنيوية الرخيصة والدنيئة بعد أعطائها وعوداً، فان هم تمكنوا من ذلك تنصلوا عن وعودهم، ثم يعملون على ازاحة المرجعية، بل ويعملون على إسقاطها ولكن يأبى الله إلا ان يتم نوره ولو كره الكافرون ...

بالفعل وصل الى دفة الحكم مَنْ كنا نظنهم أهلنا، ممن كانوا أهل دين وتقوى، وأصحاب مشروع سياسي ناضج!، والذي ضحى من أجله خيرة شباب العراق، بأنفسهم ودمائهم، وصلوا الى الحكم بفضل توجيهات المرجعية الدينية، ومحاولتها لرص الصف العراقي، حيث وجهت المرجعية الى السير وفق مبادئ العفو والتسامح من جهة، والصلح من جهة أخرى، حيث جعلت منهما مبدئين أساسيين لأقامة دولة ناجحة، تحفظ للجميع حقوقهم ...
وصل حزب الدعوة الى دفة الحكم، وصعد شخص لا يعرف الشعب عنه شيئاً!!، وبالرغم من ذلك التف الشعب المتفائل! حول حكومته الجديدة، التي ظن انها تمتلك مشروعاً ورؤيا سياسية تعمل على إخراجه من واقعه المزري !!، لكن ما حصل هو العكس، حيث تفرد هذا الحاكم بالسلطة، وجير حلفه لصالحه بعد أن أبعد قادته الاصليين، وقرب البعثيين السابقين، واعطاهم اهم المناصب الادارية والتنفيذية، ثم جير مجلس الوزراء والجيش والقضاء!! وأعاد البلاد الى ما كانت عليه من فساد مالي وإداري، مما أدى الى ظهور أزمات متتابعة، أوصلت البلاد الى شفا حفرة من نار...
أمتنعت المرجعية الدينية عن مقابلة السياسيين، وعدَّت ذلك استنكاراً لهم، ولعملهم السياسي الفاشل، ثم بدأت بارسال رسائل هامة للشعب، والقوى السياسية الشريفة، عن طريق وكلائها من خلال خطب الجمعة، وبعض البيانات المكتوبة، فظن الجهلة أنهم استطاعوا تحجيم دور المرجعية، فتحركوا بخطتهم الثانية والتي كانت مكشوفة، ألا وهي اسقاط المرجعية الدينية! ...

لم يكن يعلم هؤلاء بان المرجعية الدينية، أشرف وأنظف منهم ومن عملهم، فلم يكن يشغلها الا مصلحة الوطن والمواطن، ولذلك فالمرجعية أرادت ان تحافظ على المشروع الديمقراطي الذي جاهدت من اجله، فأنتظرت موعد الانتخابات البرلمانية لأحداث التغيير ...

بالفعل، فبالرغم من التزوير والتلاعب، والحصول على اكثر من 100 مقعد في البرلمان، لم يستطع الاخر المقاومة، وسقط امام مشروع المرجعية الرشيدة، حيث التف الشعب والقوى السياسية الشريفة تحت خيمة الوطن، وعمودها الشامخ (المرجعية الدينية) وتحقق التغيير، والذي لازال الأخر لا يريد الأعتراف به، ولو أنه إعترف به ظاهراً، ولازال يحاول جاهداً إفشال العملية السياسية، ولكني أعده بأنه سيتلقى هذه المرة الصفعة الموجعة، ألا وهي تشكيل الحكومة، وتحويله وجلاوزته الى المحاكمة العادلة ... 
حفظ الله علمائنا الربانيين، وجيشنا العراقي الباسل، من ابناء الحشد الشعبي، الذين لبوا نداء الوطن، وهبوا للجهاد في سبيل انقاذه، وخلاصه ممن اراد السوء به وبأهله

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك