المقالات

المصالحة الوطنية بين طموح التنظيرات وصدى التصريحات

1038 01:14:42 2014-09-06

لا نجد فريقا من فرقاء العملية السياسية -المشاركين فيها والمعارضين لها- لا يدعو للمصالحة الوطنية ولا نعرف حزبا او حركة او كتلة سياسية من العاملة على الساحة العراقية لا يضع اهمية المصالحة الوطنية على رأس برنامجه السياسي ومشروعه الوطني. ولا يوجد من بين الجميع من لا يؤكد على اقامة حكومة وطنية قوية قادرة على فرض القانون وبسط الامن والاستقرار واعادة الامور الى وضعها الطبيعي والنهوض بالعراق لياخذ موقعه اللائق في المنظومة الدولية، وتحقيق ما تصبو اليه الجماهير العراقية المحرومة من العيش المرفه الكريم والحياة الامنة المطمئنة، الا ان الواقع العملي والتطبيق الميداني لكل هذه التطلعات والطروحات ظل يرواح مكانه ولم يرق لمستوى طموح التنظيرات بالرغم من مرور اكثر من عشرة اعوام من عمر التجربة السياسية العراقية الجديدة، وهذا يشي بوجود شوائب خالطت مسار العملية ومعوقات تعرقل التقدم نحو الهدف المنشود.

وحقيقة الامر ان هذا التباطؤ لا يرتبط بعامل واحد او يتوقف عند سبب واحد، فقد لعبت الاطراف الاقليمية والخارجية والمحلية ادوارا مبطنة واخرى مكشوفة لجعل استمرار الحال على ماهو عليه من فوضى واضطراب وازمات ولكل من تلك الجهات اجندته واهدافه ، ومع وجود هذه المعوقات والعصي في عجلة المسيرة الجديدة بدأت كل الاطراف المخلصة تحركا مستمرا لتقليل نقاط الاختلاف وتضييق فجوة الخلاف خاصة بعد التحسن الكبير الذي شهدته الساحة الامنية وبعد ما تأكد الجميع من ان استمرار الخلاف لا يخدم العراق والعراقيين بقدر ما يقدمه من خدمة لاعدائهم والمتربصين بهم الدوائر لانتهاز فرصة الخلافات وتقطيع اوصال العراق وتقاسم ثرواته وتشتيت طوائفه ومكوناته. وبعدما أقر كل شركاء العملية السياسية بأن نتيجة الخلافات المستمرة هي الخراب والطوفان الذي لا يستثني احداً.

ولذا اخذت الاطراف المعنية بتقديم بعض التنازلات التي تسهم في حلحلة الامور المستعصية وتجاوز الاخطاء والتلكؤات التي صاحبت بعض التجارب خلال مسيرة الاعوام المنصرمة، من قبيل تجربة المجلس السياسي للامن الوطني حيث كان المتوقع من هذا المجلس ان يوحد المواقف وتكون له صلاحية اصدار القرارات/ ولكنه لم يفعّل وظل يعاني الضعف والتردد والتلكؤ ما ادى الى تفككه وانسحاب اكثر الاطراف منه قبل ان تتحقق النتائج المتوخاة او بعض ما كان مرجوا من تشكيله. ثم جاءت تجربة المعتدلين والتي صارت اشبه بتحالف رباعي بعد ما اخفقت في استقطاب باقي الاطراف المشاركة في العملية السياسية.

ويبدو ان الحراك السياسي الجديد اكثر وضوحا وتفهما في استشراف مستقبل العملية السياسية ولذا أخذت تفاعلات المشهد السياسي تنحو بجدية نحو اقامة شراكة جديدة والعمل على ايجاد ثقة متبادلة بين جميع الاطراف في النوايا ومعالجة الازمات والمشاكل وهذا الاتجاه الجديد يعد من أضمن الطرق لتحقيق الاهداف المشتركة والتي تصب بالنتيجة في صالح المصلحة العامة التي ينشدها الجميع.

ان القوى السياسية الوطنية مدعوة بجميع اطيافها للاستفادة من دروس وعبر السلطات السابقة والمصير الذي آلت اليه نتيجة سياسات الاقصاء والتهميش والاستبداد والاضطهاد وكتم الانفاس. واتخاذ اسلوب الحوار واحترام الرأي الاخر شعاراً وتطبيقا يجب ان يكون على رأس اولويات المشاركين في العملية السياسية الجديدة. كما يتوجب على الاطراف المعارضة اعادة النظر في مواقفها، ورمي مخلفات الحقب السابقة وراء ظهرها بعد ما صارت ماضيا غابرا بما لها وما عليها ،فالمشاركة في بناء العراق الجديد وحمايته من التمزق والضياع شرف تهون دونه كل المنافع والمطامع الشخصية والفئوية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك