كان النظام التعليمي في العراق من أفضل النظم في المنطقة ، ولكن الوضع بدأ يتدهور بسبب الحروب والعقوبات الاقتصادية التي فرضت على العراق ودامت أكثر من 13 عام . فقد عان النظام التعليمي في العراق من عدة مشاكل قبل عام 2003 منها : نقص الموارد ، وتسييس النظام ، والهجرة والتشريد الداخلي للمعلمين والطلبة ، والتهديدات الأمنية ، والفساد ، والأمية على نطاق واسع .
يعرف عن النظام التعليمي في العراق بأن أغلب المدارس والجامعات حكومية ونادراً ما تتواجد المدارس الأهلية قبل عام 2003 . وبعد عام 2003 انتشرت المدارس الأهلية على مستوى الابتدائية والمتوسطة والإعدادية ولكلا الجنسين حتى أصبحت كدكاكين ألبقاله والكماليات والحلاقة وصيدلية اليوم وكذلك الجامعات انتشرت في جميع المحافظات العراقية ، والهدف الدائم والمستمر لتحقيق الربح على حساب المستوى العلمي . وأصبح التعليم فيها سوقاً للمنافسة وللمضاربة على شرف التربية والتعليم والمبادئ إن بقي هناك شرف للتربية والتعليم الأهلي .
أن أتساع التعليم الأهلي في العراق حالة ايجابية نظرياً ، لاسيما إذا كان التعليم الحكومي في تدهور ويسير نحو فقدان الناس به ، مما يولد بديلاً لهم ناجحاً وموثوقاً يزجون أبناءهم فيه أملين الحصول على المستوى العلمي المطلوب . وفي الجانب العملي نجد بأن واقع التعليم الأهلي في العراق كلمة أخرى تختلف جذرياً عما يجب إن يكون ، حيث كانت بداياته ناجعة قد تصل أحيانا حد الكفاءة والفاعلية ، لكن بمرور الأيام والزمن بدأ يحيد عن خط سيره مبتعداً عن هدفه المعلن مسبقاً إلى حد أنه بدأ يكشر عن أنيابه الرأسمالية بمنظره القبيح للأسباب التالية :ـ
1ـ تحقيق الربحية أولاً وأخيراً بغض النظر عن الهدف المعلن.
2ـ وضع التعليم في نطاق التجارة بمقاييس الربح والخسارة .
لقد وضعوا التعليم الأهلي في العراق كمشروع استثماري الهدف جني الأرباح الرأسمالية بعيداً عن تقديم الخدمة التربوية والتعليمية . ومن يدعي خلاف ذلك فهو خيالي وابعد ما يكون عن الواقع .
إن وضع التعليم الأهلي في العراق تحت طائلة الربحية فإنها ستفسد وستفقد هدفها الأساس ويصبح بلا قيمة ولا جدوى وهذا ما وصل إليه حال التعليم الأهلي في العراق . حيث ارتفاع الأجور الدراسية السنوية مع بداية كل عام دراسي بترتيب تصاعدي دون وجود ضوابط بذلك من قبل وزارة التربية العراقية ، إضافة إلى ارتفاع أجور نقل الطلبة التي أما أن يكون لصالح المدرسة أو أن تكون شريكة في أحسن حال ،إضافة ما يضاف إليه من شراء الكتب غير المنهجية العديمة القيمة والمنفعة العلمية ، وأحيانا إلى فرض الزي الموحد التافه المعتمد لدى كل مدرسة والذي تفوق أسعاره أسعار مثيله في الأسواق .وبهذا فقدَ التعليم الأهلي اغلب مميزاته ولم يبقى منها سوى القليل من كون التعليم الأهلي خالي من الفساد الإداري والتعليمي المتمثلة بالرشوة والدروس الخصوصية ، ولكن بدأ وحش الفساد يستشري في مؤسسات التعليم الأهلي ، فالرشوة والتدريس الخصوصي اخذ بالانتشار للقضاء على أخر مزايا التعليم الأهلي ، ناهيك عن المستوى المتدني للمعلمين والمدرسين الذين حشروا بالتدريس على أساس القرابة من المؤسس ، أو لقلة الأجور التي تعطى ، بالإضافة إلى حشر بعض المواد الدراسية التي لم تتهيىء لها المستلزمات النجاح مما أصبحت عبئاً على الطالب لا تنفع بأي مميزة عن سواه ، وانه زاد الطين بله .
https://telegram.me/buratha