(1/3) الرسالة الاولى: الى رئيس الوزراء السابق
قبل ان اوجه كلامي اليك اود ان اثبت نقطة، هي اني ليس لي عداوة معك او مع حزبك او مع احد، كما لا مصلحة لي مع احد، انما انا مواطن عادي بسيط مراقب لكل ما يحدث في بلدي، ومعياري في الحكم هو مدى اخلاص الشخص ونزاهته وصدقه وخدمته لشعبه وحفظه لدمائهم واعراضهم واموالهم وكرامتهم، هذا هو ضابطي في الحكم عليك وعلى من كان قبلك ومن سيأتي بعدك.
بعد هذه المقدمة انطق بحكمي عليك: انك فاشل بكل المعايير وفي كل الجوانب، وفترة حكمك كانت من اسوإ ما مر على البلد، واعلم انه سوف يطول وقوفك بين يدي الله وتسأل عن كل قطرة دم سفكت وعن كل فلس سرق او عرض انتهك وكرامة سلبت.
وهذا لا يمنعني من اسداء النصح اليك؛ لان الدواء انما يكون لمن به الداء، لذا سوف اذكر بعض اسباب فشلك لتقف عليها، وليستفد منها من يأتي بعدك، ويمكن ان نجملها بما الآتي:
1. انك تخليت عن الكثير من معايير دينك، التي منها الصدق والامانة والاخلاص والعدل وغيرها.
2. تنكرت للمدرسة التي تنتمي لها، الا وهي مدرسة علي (عليه السلام)، هذا العظيم الذي اذا ذكر اسمه حضر الى الذهن مفهوم العدل (ثبات الدول بالعدل)، وسعة الصدر (آلة الرئاسة سعة الصدر)، والصدق (من جار عن الصدق ضاق مذهبه)، والامانة (ادوا الامانة ولو الى قاتل ولد الانبياء) ونصرة المظلوم (احسن العدل نصرة المظلوم) واقامة الحق ، وعدم الاغترار بالدنيا (دنياكم هذه ازهد عندي من عفطة عنز)، (قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: دخلت على أَمير المؤمنين عليه السلام بذي قار وهو يخصِف نعله فقال لي: ما قيمة هذا النعل؟ فقلت: لا قيمةَ لها! فقال عليه السلام: والله لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِمْرَتِكُمْ، إِلاَّ أَنْ أُقِيمَ حَقَّاً، أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلاً)، (وَ اللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا، عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ، وَ إِنَّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لَأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا)، ودفع الظلم والتنزه عن حطام الدنيا (وَ اللَّهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً، أَوْ أُجَرَّ فِي الْأَغْلَالِ مُصَفَّدا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَ رَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ، وَ غَاصِباً لِشَيْءٍ مِنَ الْحُطَامِ)، الى غيرها من المفاهيم التي يعج بهاء كلامه (عليه السلام) في نهج البلاغة وغيره.
3. انك لم تبن دولة المؤسسات، بل بنيت سلطة لك ولاتباعك.
4. الفساد المالي والاداري المستشري في حكومتك واتباعك.
5. المحاباة واستغلال السلطة وامكانيات الدولة لاغراض شخصية وسلطوية ونفعية وحزبية ضيقة.
6. احاطة نفسك بثلة من البطانة والمستشارين الفاشلين الفاسدين وتسليم امرك لهم والاعتماد عليهم، بلا ان يكون لك اطلاع شخصي على مجريات الامور.
7. التلاعب بالاعلام وشراء ذمم الاعلاميين، وخير دليل على ذلك قناة العراقية.
8. تنحية وابعاد المؤمنين والمخلصين من شركائك في الوطن والاستبداد بالرأي والتفرد بالسلطة (من استبد برأيه هلك) ( ما خاب من استشار) (من شاور الرجال شاركهم في عقولهم).
9. اعتبار السلطة مغنم شخصي يجب الماحفظة عليه وبكل الطرق الشرعية وغير الشرعية.
10. اهمال الشعب والتلاعب به اعلاميا وخداعه وتسخيره لاغراض حزبية وسلطوية.
11. اثارة الازمات واستفزاز الخصوم السياسيين ذوي السطوة والقوة من المكونات الاخرى وعدم استيعابهم.
12. كثرة الوعود والكذب والتسويف والثرثرة الاعلامية بلا عمل.
13. عدم امتلاكك الرؤية والمشروع الشامل الناجح، والسير على نفس المنهج بلا تعديل او تغيير او تطوير، بل وصل الامر الى اجترار نفس منهج ومصطلحات الحكم البائد، كقائد الضرورة ومكرمة القائد وبرعاية السيد، وكأنك تتصدق على الشعب من جيبك.
14. مع انك تنتمي لحزب ديني الا ان الناس لم تر منك ما يشعرهم باهتمامك بدينك من بناء مؤسسات اسلامية او مكتبات او مراكز بحث، او الاستفادة من الموروث الاسلامي الغني في تجربتك الدينية، بل انصدمت بتصرفاتك واتباعك المخالفة للدين، ومنها الكذب والسرقة.
15. عدم اخذك لنصح المرجعية وتوجيهاتها بل وصل الامر الى حد معاداتها، وبذلك فقدت خير ناصر ومعين.
16. الاستهانة بارواح الناس، اذ كان عدد ما نفقده منها وصل الى (1000) نفس في اليوم بلا ان تحرك ساكن.
18. اهمال المؤسسة العسكرية وعدم تسليحها.
19. توزيع الحقائب على اشخاص غير كفوئين واكثر من ذلك هو اعطاء الوزارة كثمن لكسب ولاء بعض الاطراف.
20. عدم محاسبة المسؤولين والوزراء بل الدفاع عن المفسدين، فلم نسمع منك في طيلة حكمك انك حاسبت او اقلت وزيرا او وكيلا او مديرا.
21. عدم الاهتمال بالضعفاء والفقراء والايتام والمرضى والشباب والكفاءات، وتفشي الفقر والجريمة والفساد، وفي الطرف الآخر مسؤولون ووزراء يعانوا الثراء الفاحش، مما اسهم في نشوء الطبقية في المجتمع.
22. خروج ما يقرب نصف البلد عن سيطرتك.
23. خرق الدستور والتلاعب بالقضاء وتسيسه لصالحك.
24. تقريبك لايتام النظام البائد والبعثيين وتسليمهم مناصب قيادية في الدولة وقد جنيت بنفسك ثمرة ذلك عندما باعوا الموصل.
25. عدم الاستفادة والاعتبار بمن كان قبلك ممن ظلم هذا الشعب واستهان به.
26. فقدانك الشجاعة في تحمل الفشل والاقرار بالخطاء، بل تعديت الى القائه على الغير والتحجج بالتركة الثقيلة والارهاب، وهذا من اهم علامات الفشل. فان الناحج هو من ينجح مع وجود التحديات.
28. ضحالة المنجزات والمشاريع مع وجود ميزانيات وصفت بالانفجارية.
29. تنكرك لقاعدتك وشعبك فلم نر منك زيارة او اهتمام للمحافظات الا ايام الانتخابات.
30. عدم سماع صوت الشعب او فتح قنوات معه لتستمع الى همومه ومشاكله ومحاولة حلها.
كل هذا وغيره مما يطول ذكره ولا يحصى عده جعلنا نحكم عليك بالفشل.
عباس المرياني
https://telegram.me/buratha